تقارير وتحقيقات

قرصنة دبلوماسية .. (توباك) يختفي بعد دخوله سفارة السودان في ليبيا!

تقرير: التنوير

تقرير: التنوير

أصدرت المجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين، وهي منظمة حقوقية مدنية سودانية تنشط في مجال حقوق اللاجئين ومناصرتهم، بياناً في 21 مايو 2025، أدانت فيه السفارة السودانية بطرابلس (ليبيا) واتهمتها باختطاف لاجئ سوداني داخل مقرها بالعاصمة الليبية أثناء وجوده هناك في 19 مايو 2025، بغرض استخراج جواز سفر (بدل فاقد)، وقد تم إغلاق هاتفه الشخصي، ولا يُعرف مصيره حتى الآن.

واتهمت المنظمة أفرادًا يتبعون الطاقم الأمني بالسفارة باحتجاز محمد آدم أرباب، الشهير بـ(توباك)، في مقر السفارة بطرابلس. وأفادت بأنها باشرت بإبلاغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف بالحادثة، وكذلك مكتب المفوضية الإقليمي في ليبيا. كما تواصلت مع شخصيات قيادية في الحكومة الليبية لمتابعة القضية بصورة عاجلة، وفقاً للبيان الصادر عن المنظمة، التي حمّلت السفارة السودانية في ليبيا كامل المسؤولية عن سلامة (توباك)، وحذّرت من أي انتهاك إضافي لحقوقه ولسيادة الدولة الليبية.

رواية أخرى:

من جهته، أفاد أحد أصدقاء محمد آدم أرباب (توباك) بأنه تواصل مع صديق مشترك يقيم في ليبيا، وبحسب روايته، فإن (توباك) تعرّض لعملية اختطاف من قِبل ملثمين اقتادوه إلى السفارة السودانية. وأضاف أنه، استنادًا إلى هذه الإفادة، كتب منشورًا بشأن الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه سرعان ما حذفه عندما علم أن أسرة المُختطف تبذل جهودًا لإطلاق سراحه بطريقة ودّية ودون ضوضاء، خشية أن تؤثر المنشورات سلبًا على تلك المساعي. وأردف قائلاً: “لكن لما باءت محاولات أسرته بالفشل، أعَدتُ نشر ما كتبته للضغط على السفارة السودانية، وأجريت العديد من الاتصالات تعرفت من خلالها على رواية أخرى تقول إنه لم يُختطف، بل ذهب إلى السفارة لاستلام جوازه، فقام طاقم الأمن باعتقاله، زاعمًا أنه مطلوب لدى السلطات الأمنية في السودان.”

خلفية عن (توباك):

يُعد محمد آدم أرباب، المعروف بـ(توباك)، أحد الناشطين البارزين في مواكب ومظاهرات الثورة الشعبية في السودان، التي أطاحت بنظام المخلوع عمر البشير. وكانت السلطات الأمنية السودانية قد اعتقلته في عام 2022، بتهمة التورط في مقتل العميد شرطة علي محمد حامد بريمة، الذي قُتل خلال اشتباك مع المتظاهرين في موكب 13 يناير 2022. وقد تعرّض لأبشع أنواع التعذيب لإجباره على الاعتراف بمسؤوليته عن مقتل العميد بريمة. وظل قيد الاعتقال إلى أن اندلعت الحرب في 15 أبريل 2023، ففُتحت السجون أمام الجميع، وخرج من بينها، لكنه رفض الانضمام إلى بعض رفاقه الذين قرروا المشاركة في الحرب إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع. ولعل هذا السبب تحديدًا هو ما جعله عرضة للاستهداف والاختطاف في ليبيا.

قرصنة دبلوماسية:

من جانبها، أصدرت العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية بيانات تندّد باختطاف السفارة السودانية لمحمد آدم (توباك)، من أبرزها التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، حيث أدان بأشد العبارات “اختطاف المناضل محمد توباك بواسطة السفارة السودانية في طرابلس، واحتجازه داخل مقرها، في خطوة تهدف لترحيله قسرياً إلى السودان”. واعتبر البيان أن هذا السلوك يُشكّل قرصنة دبلوماسية، وانتهاكاً صارخاً للسيادة الليبية، ومخالفة فاضحة للقانون الدولي واتفاقيات حماية اللاجئين.

وطالب البيان المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل للتحقيق في هذه الواقعة، ومنع ترحيل (توباك) إلى السودان، بالتنسيق مع السلطات الليبية، وضمان توفير الحماية اللازمة له، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.

كما اعتبر البيان أن الاتهامات التي وجهتها السلطة الحاكمة في بورتسودان لـ(توباك) هي اتهامات كيدية، تفتقر لأي حيثيات موضوعية أو أدلة قانونية يمكن أن تصمد أمام قضاء عادل ومحايد، مشيراً إلى أن ما يحدث يُجسد استمرار توظيف الجهاز القضائي كأداة سياسية منذ عهد النظام السابق، إذ تُستخدم المحاكم لتصفية الخصوم وتلفيق التهم بحقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!