
أخيراً تمكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من إختيار رئيس وزراء يخصه، فقد وجد ضالته في كامل الطيب إدريس زول الملكية الفكرية (ويبو).. وان حاشية البرهان أفتته ان دكتور كامل انتهازي من الدرجة الأولى، ويحب الجاه والسلطة حد الثمالة، بالتالي يمكن توظيفة لتحقيق كل ما يراود قائد الجيش، ومن خلال (كامل) يحق للبرهان أن يتبجح بأنه قد أتى بشخص مدني للجهاز التنفيذي، يستطيع إدارة الأزمة السياسية والاقتصادية ويتصدى لقضايا المواطنين، وبذلك فقط يكون حقق ما يساوره طيلة سنوات الحرب، وهي طمأنة أصحاب الامتيازات التاريخية بأن (العَهد) في الحفظ والصون، وأنه لم يترك عَجلة القيادة تنحرف عن جادة الكيزان، على الرغم من هزيانه وكحيانة، واختبائة لخمسة أشهر وليالي في (البدروم).. الدليل على ذلك هو تنفيذ البرهان للخطة (الكرتية).. وتمكّنه من قطع طريق الثورة وإزاحة المتوهج عبد الله حمدوك بانقلاب عسكري ليلة 25 أكتوبر2021، بل وارجاع السلطة إلى شخصية براغماتية من الشمال النيلي تعينه في إدارة الحرب، خاصة بعد زوغان دفع الله الحاج علي.
اما رئيس وزراء بورتسودان كامل إدريس، فلن نتحدث عن سلوكياته في (الويبو).. والتحقيق معه في التزوير بعد ستة سنوات قضاها مديراً عاماً للمنظمة الدولية، ولكن شغف الرجل للسلطة ومحاولته تَسلق جدرانها مرات للوصول إلى مواقع رفيعة في الدولة، تارةً عبر ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية وتارةً عبر تسّلق أمواج الثورة.
ففي عهد المخلوع البشير رشح إدريس نفسه للرئاسة يدعي منافسة البشير إلا أنه منح نظام البشير شرعية انتخابية، وهو يعي زيف الاختراع في عهد الكيزان واتباعهم، وقد سام كامل إدريس نفسه للبرهان في اعقاب انقلاب 25 أكتوبر ليحل محل عبدالله حمدوك رئيساً للوزراء، ولم يفرق معة أن يعيد الكَره سبعين مرة حتى يكون رئيساً لحكومة بورتسودان غير الشرعية، لكن هذه المرة يتسلل عبر نفاج ابن اخيه ومستشار المزرعة أمجد فريد، ولفريد علاقة مُريبة مع نظام الكيزان، وهو من المقربين جداً لصلاح قوش وبعض السَلّفة من عُراب الدولة (الكرتية)، هذا النفاج يوفر لكامل إدريس فرصة تأييد ربيب جامعة الدولة العربية وسفير جيبوتي في القاهرة لأربع سنوات محمود علي شريف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ولن يخشى شريف مخالفة نظام الاتحاد.