
ان خلفية الحروب الطاحنة والعبثية التي شهدها العالم في مطلع القرن الثامن عشر والتاسع عشر من الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين يسبقها خطاب الكراهية كما حدث ذلك في الحرب العالمية الأولى والثانية وماحدث مؤخرا في رواندا(الهوتو والتوتسي) و مانيمار (الروهنغا) ، واليمن (الحوثي)،
واذا اسقطنا واقع خطاب الكراهية علي السودان نجد ان خطاب الكراهية الغير مبرر في تنامي خطير بفعل الاصطفاف والتحشيد مما اثر في زيادة اتساع دائرة الحرب حتي وصلت الحواضن حيث القري والبوادي في اطراف السودان فولد ذلك رد فعل قوي في خطاب الكراهية خاصة بعد الانتهاكات التي عمت المدن والقري والفرقان من فتنة وقتل علي اساس العرق وذبح وسرقة ونهب وسلب واغتصاب دمار شاملا للبنية التحتية التي اصبحت بين ليلة وضحاها في مهب الريح حيث استهدفت المرافق الصحية ودور العلم والجامعات، عندها برزت ظاهرة ضرب الحواضن فزادت من تنامي خطاب الكراهية مما اثر في اطالة امد الحرب العبثية التي قضت علي الاخضر واليابس، وحصدت أرواح عشرات الالاف من الشباب الاخضر النضير بين طرفي النزاع ، فكانت الام هي الثكلي والمنتصر هو الخاسر والخاسر حصريا هو المواطن ووالوطن
والمتتبع لواقع الحرب يلاحظ ان خطاب الكراهية لم ينتج من فراغ وانما من أفعال وأقوال مع سبق الاصرار والترصد نتيجة للمظالم تاريخية:
– غياب الامن
– غياب الخدمات العامة
– التنمية الاقتصاديةالشاملة والمستدامة)
– التوزيع العادل للسلطة والثروة
– النظام الشمولي
وعليه فقد فشلت حكومات النخب المركزية المتعاقبة علي حكم السودان للقيام بوظائفها بعدالة منذ فجر الاستقلال وحتي واندلاع الحرب العبثية، حيث ركزت علي مشاريع التنمية في الشمال والوسط وتركت بقية اطراف السودان تعاني العطش(الماء ) والخوف(غياب الامن) والجوع (الفقر المدقع)، الاستعلاء العرقي والسلطوي ،فتمخضت تلك المظالم وانجبت من رحمها خطاب الكراهية الذي تنامي باندلاع الحرب وافرازاتها من اتنهاكات ونزوح داخلي ولجوء خارج حدود الوطن وضرب حواضن ،
وما يؤسف هو ان خطاب الكراهية مصدره نخب المركز والهامش من المثقفين والسياسيين(مدنيين وعسكريين) ورجالات الادارات الاهلية وعامة الشعب فخاضو خطاب كراهية أطال من امد الحرب جعل باسهم بينهم شديد في حرب لم تسلم منه المدن والقري والفرقان والبوادي واستخدمت فيه زخات الرصاص والمدفعية الثقيلة وقصف الطيران
فغياب العلماء والحكماء زاد من فجوة النزاع بين مكونات الشعب السوداني قاطبة مما ادي الي تصدعات وانشقاقات في القوي السياسية فعجلت بإعلان ميلاد ميثاق تحالف التاسيس لحكومة السلام والوحدة المرتقبة بنيروبي من طرف الدعم السريع كما عجل بإعلان تعيين وزير مجلس وزراء(كامل إدريس) من طرف حكومة الامر الواقع بورسودان الامر الذي يشي بحدوث مفاجأة سياسية او اختراق سياسي في مقبل الايام .
هل من ضوء في آخر النفق؟؟؟