رأي

راياتكم لا تخيفنا .. ولا سلاحكم يمنعنا الحياة

بقلم: إسماعيل هجانة

الى كل  الذين هللوا وكبروا وظنوا أنهم انتصروا باستخدام الأسلحة الكيميائية، والى كل من شرعنوا الجريمة تحت مسميات تبيح القتل والذبح وبقر البطون  تحت تهمة لا تنم إلا على التشفي والحقد الدفين واستدعاءات التاريخ  فنسجوا تهم تحل القتل بعد أن استندوا الى فتاوي دينية وعرقية وإثنية  فجادت قريحتهم ب “الوجوه الغريبة” و”المتعاونين والداعمين”، لم يدركوا أن ما ارتكبوه أفظع وابشع الجرائم التي لا تغتفر بحق الأبرياء وحلموا بنصر زائف فصدقوا  واساعوهو بين أنصارهم ومن المؤلفة قلبوهم، فإنها وصمة عار ستلاحقهم ما بقيت الذاكرة حيّة وما بقينا وأجيالنا القادمة ستقرأه تاريخ بعيد جديد متجدد يعيد تعريف الأشياء ويضع حدا للمغالطات.

بعد ان ادركوا ان الطيران بعد أن أمطر اهلنا ومجتمعاتنا في  القرى والمدن، والفرقان، ببراميل الموت والغازات السامة. بلا اي وازع اخلاقي، قصفوا المدارس على رؤوس النازحين، دمّروا المستشفيات والمراكز الصحية والأسواق، ولوثوا مياه الشرب وقتلوا  الثروة الحيوانية الماعز والأغنام والجمال والأبقار في أبهى صور الحقد والتشفي … كل ذلك في سياقات أوسع لتوسيع دائرة حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي كانت تستهدف الرزيقات والحوا زمة والمسيرية والمعاليق والهبانية والبني هلبة والسلامات وكل أهلنا في غرب السودان تحت اسم الـ جنيد والعطاواة في تنميط متعمد ومخل بغرض ان يصيبنا من  الاذى وفق ما خططوا له اكبر من التصورات، وبهدف بثّ الرعب وقطع الطريق  امام أي إمكانية للحياة والنجاة. فخاب ظنهم وفالهم … فنحن احياء وفينا روح تقوم حتى الرمق الأخير..

لم تكن هذه الجرائم معزولة انما كانت بمباركة واسعة، ومعها اكبر التغُطيتات بأضخم الحملات الإعلامية الدعائية التي تقودها الدولة العميقة وجيشها المليشي،  وجهازها الأمني والاستخباراتي، مدعومين بجافل من مليشيات الإخوان وتيارات الإسلام السياسي وسواقط المجتمع والمجرمون والنطيحة والمتردية وما أكل السبع، اجتمعوا جميعًا تحت رايات التضليل وتحت هتافات مزيفة للوطنية والدين والتحرر والوطنية. لكنها كانت رايات رفعت  لتخبئي تعاستهم المعهودة والمعروفة على مر الزمان، فإنها رايات لتسفك الدماء وتحل  الدماء والقتل الجماعي الممنهج ولاجل ارتكاب الجرائم الفظيعة ببشاعة غير معهودة من قبل بحق من قالوا لا في وجه من قالوا نعم، قبلنا التحدي ولا عاصم لكم اليوم إلا من اعتصم بجحرحه ثم نام.

لكننا لم نمت ..

بل خرجنا للتو من تحت الرماد. لا أحد يمنعنا عن الدفاع عن أنفسنا ووجودنا وحقنا في وطن يليق بنا.

نحن أسياد هذه الأرض .. فوقها وتحتها، نحيا بشرف ونموت بعزة تهز الجبال ولا تهتز لنا شعرة فنحن أوتاد هذه البلاد وهذه الارض لنا.

ما مضى شيء آخر، وما هو آتٍ مختلف تمامًا لا قبل لكم به لا في التصور ولا في الخيال.

وعلى العهد باقون:

سنمضي في طريقنا بلا تردد، نؤسس للتأسيس، وسنظل نعمل ليل نهار نؤسس ونبني هذا الوطن على أسس جديدة كانوا ينكرونها ونحن نومن بها، اسس لا تعرف الامتيازات التاريخية وتتجاوز أمراض الماضي التي أبعدتنا من أن نلحق بركب الامم، وسنضع حدا  لاحتكار السلطة والثروة، ولا تقبل قتل الأبرياء باسم الحفاظ على الدولة وأكذوبة الوطنية والشعارات الزيف.

نحن نعمل ولا نبالي من أجل سودان فيدرالي، علماني، يتّسع للجميع دون تمييز. لا نحمل الحقد، بل معاول الهدم لعهود الظلام والتدليس والاستبداد والظلم، لنقيم على أنقاضها وطنًا مجيدًا، عادلاً، حرًا، ومسالِمًا.

سنواصل المسير، تخازل من تخازل ومن باع وقبض الثمن، فمصيره مصيره الذي يعلمه هو مصيره…

مهما كان الثمن فإننا ماضون نحو غدا يليق بنا جميعا.

وان غدا لناظره قريب..

هيّا يا خيل اركبي …

القدر بنات سعدات جغامات الريح  .. الما بركبن سفيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!