فنون

(الأغنية الثورية) لهيب حماس على مر تاريخ الفن السوداني

تقرير: مروة عبود

لغة الموسيقى والغناء جزد من لغة الثورات وخطاباتها لوجدان الشعوب وهي تسير مع مراحل تطور الثورات الشعبية وقد كان للسودان عهد قديم مع أغنيات الحماس الثورية بمر حقب الهبات الشعبية ضد الأنظمة الديكتاتورية منذ بعيد الإستقلال وحتى الثورة ضد نظام الإنقاذ والإسلاميين الأخير الذي عبر فيه الشباب الثوري بأغنياتهم الخاصة بهم التي منها القديم والحديث.

كانت الاغنيات طريقة تعبير الكثير من الفنانيين الثوريين خاصة بدخول فترة النضال ضد حكم الرئيس السابق جعفر نميري منتصف ثمانينات القرن الماضي، وهو العقيد الذي استولى على الحكم بعد انقلاب 1969 وحكم البلاد حتى سنة 1985، ووضع حكما متطرفًا للشريعة الإسلامية. وبهذا السبب، شهد المشهد الموسيقي في البلاد نكسته الأولى وعند قيام الثورة ضده كان الفن جزءاً منها .

أما بعد استيلاء عمر البشير على السلطة سنة 1989،برفقة الإسلاميين المتشددين وألتهم القمعية تجاه الشعب، تعرّض العديد من الموسيقيين والفنانين للمضايقة والممارسات القمعية، ناهيك عن إجبار بعضهم على ترك البلاد واغتيال البعض الآخر.

وقد تصاعدت أصداء الأغانى الوطنية الثورية فى الساحة الفنية السودانية بقديمها وجديدها كتوالى للأجيال جيلا بعد جيل ، وظهر الكثير من الفنانيين الشباب المغنين بالأغانى الثورية التى كان لها أثر كبير فى إنجاح الثورات،خاصة ثورة ديسمبر الأخيرة، وكانت الاغنيات دافع معنوى لشباب و كنداكات الثورة و مخفذ لهم فى الساحة الفنية ، حتى أصبحت أغانيهم الثورية مسيطرة و منتشرة أين ما ذهبت تداعب أذنيك ، فى الكافتريات و المقاهى و المواصلات ، و أيضا أصبحت نغمة رنين فى الهواتف المحمولة لدى عدد كبير من شباب وكنداكات الثورة .

النمط الثورى ظل موجود فى وقت مبكر جدا ضارب فى عمق التاريخ السودانى ، فهى أدوار لعبها رجال و نساء سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب فى ذاكرة الأمة السودانية ، والشعر الثورى كان له دور كبير جدا على مدى التاريخ السودانى من زمن ( مهيره بت عبود ) و دورها فى شحذ همم المقاتلين فى فترة دخول الإنجليز السودان وكذالك ( الحكامات ) المعروفات فى دارفور وكلمة ( حكامة ) تعنى المراة تحكم على قدرة الرجال فى القتال ، لذلك كان الرجال يتفاعلوا مع الحروب ( الدواس ) كما يسمى باللهجة الدارفورية ، فقط لكى يذكر إسمهم بواسطة ( الحكامات ) وهذا ما ظهر حديثاً في ثورة أبريل الحالية والحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، فبرزت أغنيات الحكامات الحماسية وعبرات اخذت مكانها ورواجها بين فئات الشعب المختلفة وليس بغرب السودان فقط، أما الشعر السودانى الحديث موجوده فيه النزعة الثورية بكثره مثال الأكتوبريات للفنانين ( محمد الأمين و محمد وردى ) و هنالك عدد كبير من الفنانين السودانيين عبروا عن الثورات السودانية بأعمال فنية و وطنية امثال ثورات أكتوبر و أبريل أو قبل و بعد الإستقلال.

والفن هو أكثر أداة تعبر عن القضايا التى تهم المجتمع مثل القضايا الثورية الإجتماعية،والأغنيات الثورية لعبت دورا مهما جدا حيث كانت العامود الفقرى فى تحريك الشعب السودانى لإنجاح ثورة ديسمبر الاخيرة ،وبرزت العديد من الأغاني الثورية خلال الأحداث الأخيرة في السودان، منها ما هو قديم، ومنها ما ولد في ساحة الاعتصام وتردد بكثرة، وانتشر بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو استعمل لحث الناس على المشاركة في الثورة أو العصيان المدني. وأسهم شعراء معروفون منذ زمن بعيد في إثراء الساحة الغنائية السودانية بكلمات ما زالت ذات تأثير كبير على الرغم من مرور عشرات السنين على إطلاقها، وهذا دليل على أن الفنون قادرة على إحداث الفرق وتخليد الذكرى. وكما يقول الشاعر محمد الفيتوري “أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقٍ”.

ومن بين أهل الفن كمثال نشطت الفنانة السودانية نانسي عجاج في خدمة الثورة بعبارات تحفيزية وأغانٍ، وشاركت في ميدان الاعتصام الذي فض بكثير من الأغنيات التي ألهبت نفوس الناس، ولها كلمات أغنية باتت أيقونة تقول فيها “لو خوفنا راح، وطريقنا مرصوف بالثبات ومشينا للحرية صاح… لا بد أكيد. مهما طال الليل ضناهو الفجر جاي وضناهو عيد ونعود عزاز زي مامضى. ونفوسنا يرويها الرضى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!