
آلمني جدا حد البكاء عندما تلقيت الخبر الذي أعلنته الخارجية الأمريكية بأن آثار الأسلحة الكيماوية التي أستخدمها الجيش السوداني الكيزاني ستمتد الي ثلاثون عاما .
وما أدراك ما هذه الآثار فهي تؤذي الإنسان والحيوان والبيئة على حد سوا فيتعرض الناس الي موجة من الأمراض الفتاكة المزمنة وموت وتشوه الأجنة وتدمر التنوع الحيوي للأرض و هلاك الحرث والنسل .
ثلاثون عاما أخري من العذاب أبت الحركة الإسلامية الفاشية إلا أن تكتبها علي الشعب السوداني الجريح بعد أن فشلت في حربها التي اشعلتها للقضاء على الدعم السريع ومن خلفه الثورة المجيدة رغبة في العودة إلى السلطة علي دماء الشعب وأشلاء الوطن .
كل الجيوش في العالم تصنع لحماية الأرض والشعب والدستور ، إلا الجيش السوداني فقد تجلت مهامه في قتل المواطنين وخيانة الدستور وبيع السيادة و سيكتب ذلك التاريخ في أسود صفحاته .
هذا الجيش الذي لم يخض حربا واحدة ضد عدو خارجي فكل حروبه كانت ضد أبناء الوطن ، تارة بدعاوي الكفر والجهاد وتارة أخري بدعاوي الكرامة ولم ير الشعب نكبة أكبر منه ، فهو أداة طائعة في يد الحركة الإسلامية تحركها كيف تشاء فلا قرار ولا إرادة .
لم تكتفي الحركة الداعشية بالثلاثينية الأولي حيث الظلم والقهر والإستيداد وحروب الهامش وحرمان الناس من أبسط حقوقهم وتفشي الفساد والمحسوبية وكافة الآمراض المجتمعية ، فهاهي تمد يدها الآثمة الآن لتقطف المستقبل أيضا .
حقا من أين أتي هؤلاء والي أين يريدون أن يأخذوننا فبالأمس كنا نستنكر ضرب الطيران للمدنيين بدم بارد وندين التعدي السافر علي المواطنين بدعاوي التعاون مع المليشيا فزادت سقطاتهم ان جعلوا من الذبح مشهدا طبيعا بل وحتي شعيرة دينية ولم نتوقع يوما أن يكون هناك ماهو أدهي وأمر .
إستخدام الجيش السوداني ومليشيات الحركة الإسلامية للسلاح الكيماوي هي سقطة أخلاقية كبري قبل أن تكون جريمة دولية وهي الخيانة تتجلى في أبهي معانيها فهل مازال هناك من يعتقد بوجود جيش وطني مهني ؟ لا أعتقد ذلك فكل التهم الموجهة له من قتل المواطنين في الحرب والسلم وتخريب الإقتصاد وإنتهاك الدستور مرات ومرات وإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية وغيرها من الموبقات ليس أدل عليها من التردي الأخلاقي وموت الضمير الذي أوصلنا لإستخدام المواد المحرمة دوليا .
لم تخطئ الثورة عندما هتفت معليش معليش ماعندنا جيش
ولن ننسي ولن نغفر يوم تآمرت القيادة علي شباب عزل يفترشون حرمها ويلتحفون السماء فغدرت بهم عشية العيد وهم. صيام نيام ففتحت نيرانها بلا هوادة وأغلقت أبوابها بلا خجل ليقف القائد العام على شرفاتها متفرجا ومستمتعا بالبث المباشر للمجزرة .
لقد كنا نبكي على الماضي ونتحسر علي الحاضر
فقد سرقوا ثروات الشعب وعمره وأبوا إلا أن يحملوا في حقائبهم حتي المستقبل .
لقد أصبح التخلص من هذه الطقمة الباغية واجبا وطنيا ملحا وفرض عين كل من يحمل في قلبه بذرة من وطنية وذرة من مسؤولية .
واللهم أصرف عنا العذاب إنا مؤمنون
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .