رأي

الزين عبدالعزيز: مرتكزات الخلاص من الإستبداد والطغيان رؤية الإصلاح والتحرر

بقلم:  الزين عبدالعزيز يونس

أبرز خمسة مرتكزات للخلاص من الإستبداد بين المجتمعات  توعية الجماهير فهي الرافع الأساسي للإصلاح، لكنها لاتمتلك المعرفة الكافية بالمخاطر التي تكتنف حياتها وسبل التعامل معها.  يجب أن يدرك الناس أن اغتصاب الإرادة الشعبية في الحكم هو مفتاح الشفاء والآلام. التربية على روح الثورة لا على روح الإنقلاب: فالتغيير الثوري كثيرأ ما نجده يتميز بالتجذر والشمول . التجذر : هو التمكن من تخليص الناس من المرتكزات العميقة للإستبداد.

  • الشمول: يعني التغيير على مستوى النظام السياسي ومايتعداه لتهيئة اسلوب عيش جديد
  • الإنقلاب هو مجرد تغيير في الطبقة السياسية الحاكمة، والمنقلبين من جنس من انقلبو عليهم أو أسوأ
  • حرمان الطغيان من المشروعية التاريخية.

ليس في الشريعة  أي نص يجوز لأحد تولي امور الناس من غير موافقتهم

4-تعزيز ثقافة أن الفضاء الوطني مملوك للمواطنين ان للمواطن ان يسكن حيث يريد في شرقة اوغربه اوشماله اوجنوبه وأن يبدى رأيه في الشأن العام من انتخاب وماشابه ذلك، خير نموذج يقتدى به الصحابة رضوان الله عليهم في عهد عمر بن الخطاب قد عملوا بذلك فقد كان عبدالرحمن بن عوف واحد من اللجنة السداسية التي فوض لها عمر بن الخطاب أمر ادارة الشورى لإختيار خليفة للمسلمين بعده فقد مكث الرجل ثلاثة أيام يسأل الناس عن رأيهم في إختيار واحداً من المرشحين، عثمان أو علي وتذكر الرواية أنه سأل كل من يلقاه في المدينة من كبار الصحابة وصغارهم ومن وفد الى المدينة كما سأل النساء في خدورهن والصبيان والعبيد في المدينة ،إن هذه الإستشارة تشكل سابقة مهنة جداً لأمتنا في الصعيدالسياسي. هذا المبدأ العظيم يمكننا التعبير عنه بإن السلطة للأمة هي المصدر والمرجع لإقرار الولايات العامة.

مغتصب السلطة هو معتدٍ على حق كل المواطنين لإختيار من يحكمهم هذا الإغتصاب للسلطة فيه عدوان على حضارة الأمة وقيمها ونهضة البلد بما يخلفه من  فساد وضررٍ عام .

5-  الإستفادة من خبرات الشعوب والأمم الأخرى

روى عن عمر ابن العاص فاتح مصر وتولى ولايتها في عهدي عمر بن الخطاب ومعاوية ابن ابي سفيان  أنه ذكر في وصفه الروم أنهم امنع الناس من ظلم الملوك . وهذه شهادة تعبر عن المعرفة بثقافة الشعوب الى جانب خطر ظلم الساسة والزعماء

. كان لدى أهالي أثينا جمعية اسمها الجمعية الوطنية تعقد إجتماعاً كل شتاء من أجل اتخاذ قرار لإبعاد بعض الرجال عن بلدهم لمدة عشر سنوات وذلك بسبب طريقة طغيانٍ مروا بها وكانت طريقة تصويتهم تسمى طريقة المحار والغريب أن  رجل المحار لاتوجه إليه أيت تهمة وإنما طريقة النفي  احترازاً من أن مالديه من تأثير اجتماعي او قدرة بلاغية لجذب الجماهير. وكانت لا تصادر امواله بخلاف الروم كانت تصادر امواله وتلغي وضعه الإجتماعي.

ختاماً :

أقول إن الخلاص من الاستبداد يتطلب وعيًا شعبيًا، وتربية ثورية، ونزع مشروعية الطغيان، وتمكين الأمة من السلطة، والاستفادة من تجارب الشعوب من أجل الحفاظ على الأوطان وأمنها وإستقرارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!