رأي

استراتيجية السلام .. السلام الشامل والمستدام

 بقلم: أحمد الضي

قال تعالي(واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)

لا شك ان مفهوم السلام بختلف باختلاف الثقافات والديانات ولكنه عموما يتعلق بغياب الصراعات العنيفة والمميتة ، ووجود الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات،  وقد يشمل العدالة الاجتماعية والاستقرار والرفاهية الاقتصادية والحريات الأساسية .

السلام هو ان يسلم الانسان من العاهة والاذي، وهو اسم من اسماء الله عز وجل ، لسلامته من النقص والعيب والفناء مما يلحق المخلوقيين،  ويعني السلامة والصلح والامن والامان خلاف الحرب ، وهناك السلام السلبي: غياب العنف المباشر والصراع ، اما  السلام الايجابي: يحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتعايش السلمي بين الثقافات والاديان والاعراق في بوتقة الانصهار .

ان بناء السلام ليس مجرد نهاية الصراع، بل هو عملية مستمرة يتطلب مشاركة جميع أفراد المجتمع للعمل بروح الفريق الواحد، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص .

إذ تكمن أهمية السلام في تحقيق  الامن والامان والسلامة والاستقرار، الا ان تكلفة السلام هي اكبر بكثير من تكلفة الحرب، هو أساس    الرفاهية الاقتصادية  والتنمية البشرية ، بدونه لايمكن تحقيق التقدم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية  في دولة تعاني ويلات الصراعات و الحروب الطاحنة .

ومما لا شك فيه هناك عوامل تساعد علي  نجاح استراتيجية السلام السلام الشامل والمستدام  ينبغي  تكاملها  وهي:

اولا: العامل الامني:

يعتبر العامل الامني العمود الفقري  لبناء السلام العادل والمستدام وبدونه لا سلام ولا  اقتصاد ولا  كلام الا صوت الرصاص والمدفعية الثقيلة وقصف الطيران .

ثانيا: توفر الماء : هو الحياة  للانسان والحيوان

فاهمية الماء للانسان تكمن في تركيبة جسمه 80% ، ويلعب الماء دورا محوريا في نشاط الانسان من رعي وزراعة حتي الصناعة تحتاج الي الماء مثل صناعة البترول ،والزيوت والمسالخ  والمدابغ علي سبيل المثال لا الحصر

إذ لابد من  مشاريع المياة من حفر  الابار الارتوازية ومشاريع حصاد المياة

لإنشاء السدود والبحيرات من سلسلة جبل مرة وجبال النوبة وكسلا وسلسلة جبال البحر الأحمر وسهول البطانة ودارفور وكردفان والنيل الازرق وما يدعو للسخرية هو ان العاصمة القومية ترقد علي نهرين من أطول انهار العام وهي عطشي و مصفرة بائسة تتجاذبها الغبرة والاتربة من كل جانب

ثالثا: العامل السياسي:

تعد الأحزاب السياسية الايدولوجية هي عماد عملية التغيير الجذري  للتحول الديمقراطي المنشود رغم ضعفها وهوانها علي الناس، فهي بحاجة ماسة الي الإصلاح والتطوير والهيكلة، والناي عن سياسة التمكين، بحيث ينص عليها في صلب الدستور القومي للاجابة علي السؤال كيف يحكم السودان سياسيا ؟؟؟؟

رابعا : العامل الاجتماعي:

لا شك ان العامل الاجتماعي هو مربط الفرس ومصدر التنوع السكاني الذي ينبغي ادارتة بصورة ايجابية وصهرة في بوتقة الانصهار حتي تكون الدولة علي مسافة واحدة من الجميع اذ يعتبر التنوع مصدر قوة وليس ضعف مستندا علي نظرية العقد الاجتماعي الثلاثي التراكيب لجان جاك روسو بين الدولة والمجتمع والسوق.

خامسا:العامل الاقتصادي: هو النشاط الإنساني الذي يرتكز بصورة اساسيه علي مفهوم النظرية الاقتصادية بشقيها،  الكلية والجزئية  لمفهومي الانتاج والانتاجية ومفهوم الاستهلاك،  ينبغي ارساء البنية التحتية للاقتصاد وذلك لربط مناطق الانتاج وبمناطق الاستهلاك  بالطرق والكباري والمواصلات  والسكك الحديدية  والنهرية  والجوية (سودانير)حيث منافذ الأسواق الداخلية والخارجية من خلال التسويق الالكتروني لمنتجات الصناعة التحويلية

واستغلال البطالة من الخريجين (الجامعات السودانية) في عملية الانتاج خاصة  كليات :  الإنتاج الزراعي والحيواني والجيلوجيا والادارة والمحاسبة والقانون والطب والهندسة لتعمير الصحراء التي ترقد علي الحوض النوبي الجوفي علي مستوي القارة الأفريقية مع الحدود المصرية ،والليبية والتشادية(المثلث) وإنشاء مدن و المطارات  سوق للتجارة التفصيلية والتصدير لدول الجوار  لمنتجات  الصناعة التحويلية من للانتاج الزراعي والحيواني والبستنة والقمح كما اثبتت بوضوح تجربة شركة الراجحي التي مقرها الشمال الجغرافي

سادسا: العامل الثقافي:

لا شك ان التنوع الفكري  هو مصدر الهام للافكار والثقافات وتبادلها كالعقد المنظوم في لوحة فنية زاهية تعبر عن الثراء الثقافي والفكري .

سابعا: العامل  البيئي:

تعد البيئة هي العامل المحيط  الذي يعيش فيه الانسان،  وقيل ان الانسان ان بيئته، ينبغي المحافظة عليها وحمايتها من التصحر وقطع الغابات والرعي الجائر وذلك بسن القوانين والتشريعات البيئية وفرض ضريبة بيئة لحمايتها من التلوث من قبل الشركات والمصانع  الكبيرة سواء لمنتجات البترول او الأسمنت او السكر  او الزيوت او غيرها.

ثامنا : تبني النظام الفيدرالي كاساس للحكم والحقوق والمواطنة وفقا لنسبة السكان مقترنا بالعلمانية كاساس للحريات،إذ تعتبر  النظام الفيدرالي هو الانسب لادارة التنوع السكاني بصورة ايجابية.

واخيرا : في قناعتي اهم ثلاثة عناصر لنجاح استراتيجية السلام  باعتبارهما المقومات الاساسية التي يجب توفيرها  :

– الامن

– الماء

– ادارة التنوع السكاني بصورة ايجابية وصهرة في بوتقة الانصهار  وفقا للمجتمعاتالمتجانسة غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ويعالج  فرضية الهامش السوداني بصورة نهائية ويعضد اللحمة الوطنية  ويقوض خطاب الكراهية ،وينزع فتيل الحروب الاهلية التي قد تنشأ بفعل انتهاك البيئة  وعدم توفر الماء وغياب الامن .

في ظل توفر الخدمات العامة والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.

بهذا نكون قد اوجدنا الحلول الناجعة لسلام شامل ومستدام يلبي اشواق الشعب السوداني المغلوب علي امره وذلك بعد التغلب علي تلك المخاطر  التي ذكرت انفا في صلب سردية الاستراتيجية وذلك لتاسيس سودان جديد يسع الجميع يؤطر لدولة المؤسسات والقانون وينهي العزلة الدولية، ويجتث الاسلام السياسي من جذورة العميقةوالمعيقة بصورة نهائية.

تحياتي

هل من ضوء في آخر النفق؟؟؟؟

29 مايو ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!