رأي

الصراع بين نخب المركز والهامش العريض

أحمد الضي

منذ أن نال السودان استقلاله ،احتدم الصراع حول السلطة والثروة بين نخب المركز والهامش ،فكلمة هامش تعني فشل الحكومات المتعاقبة علي حكم السودان، منذ فجر الاستقلال وحتي يومنا هذا في القيام بوظائفها تجاه رعاياها، مثل غياب الخدمات العامة(الامن ، الصحة ، التعليم ) والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، والبنية التحتية والمواصلات والسكك الحديدية .

فتدخل القبلية والعنصرية والعنصرية الخفية والمحسوبية والجهوية وخطاب الكراهية (الجاهلية الاولي) اصبح ايضا ضربا من ضروب التهميش ، فتمخضت كلمة الهامش وخرجت من رحمها حركات الكفاح المسلح عندها ارتبطت كلمة الهامش بالمظالم التاريخية، ونتيجة لذلك قادة تلك الحكومات المركزية حروب داخلية طاحنة ضد الهامش بدءا بحرب الجنوب، ودارفور، وكردفان والنيل الازرق والنيل الازرق وانتهاء بحرب الجنرالين: أحدهما يمثل الهامش السوداني العريض والآخر هو امتداد لدولة 56 او ما يعرف الصراع بين نخب المركز والهامش حتي اصبحت كلمة الهامش مستحقة بامتياز لكل ولايات السودان دون استثناء فالعاصمة القومية ترقد علي نهرين من أطول انهار العالم وهي تشكو العطش وتفتقر الي الامن والامان اصبحت مدينة الاشباح (shanty town)، مزقتها حرب المدن التي شهدها المركز لأول مرة في منتصف أبريل 2023م.

فقد استطاعت نخب المركز خلال السته عقود الماضية من السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة السودانية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا وامنيا.

السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه: لماذا التهميش والسودان ينعم بموارد اقتصادية هائلة ومتنوعة؟؟؟؟؟

فالاجابة علي هذا السوال لايمكن أن تختزل في فشل الحكومات النخبوية المتعاقبة علي حكم السودان: العسكرية منها، والديمقراطية انما يحمل الشعب السوداني جزءا من ازمة السودان(ازمة نخب ومثقفين)، من خلال تماهيه مع السياسيين من المدنيين(12 عاما) والعسكريين (55عاما) وذلك يعذي الي :

– غياب الاخلاق والحس الوطني والضمير الحي

– غياب الدستور القومي كيف يحكم السودان؟؟؟

– عدم ادارة التنوع السكاني بصورة ايجابية بحيث تكون الدولة علي مسافة واحدة من الجميع .

– غياب نظرية العقد الاجتماعي بين الدولة والمجتمع

– النظام الشمولي

– الاستعلاء العرقي والسلطوي.

– عدم التوزيع العادل للسلطة والثروة

– غياب الرؤية الاستراتيجية للدولة.

– غياب دور العلماء والحكماء

المخرج: يكمن في مخاطبة جذور المشكلة وإنتاج الحلول الناجعة لاحلال السلام الشامل والمستدام كالية

للخروج من ازمة السودان الطاحنة من خلال فرض الامن وتحقيق استراتيجية المعالجة التي تستند الي الرؤية والدستور القومي كيف يحكم السودان من خلال نظام فيدرالي يخاطب ادارة التنوع السكاني بصورة ايجابية وصهرة في بوتقة الانصهار ونظرية العقد الاجتماعي ،و الناي عن خطاب الكراهية، ولغة الاصطفاف والتحشيد والاستقطاب الحاد.

اذا لم نتغير تغييرا جزريا في عقلية التفكير والمنهج لن نتطور

تحياتي

7مايو 2025 م.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!