لا يختلف اثنان ان الانسان هو سر نجاح المشروعات اذا ما تم تاهيله وتدريبه بغرض الوصول الي تطوير مهارات اللاوعي بحيث يكون إضافة حقيقية للقيام بمهامه الحالية والمستقبلية بكفاءة وفاعلية ، ولذلك يتطلب الامر الاهتمام بالافراد وتأهيلهم علميا وعمليا حتي يتسني لهم إنجاز الاهداف الموكله إليهم بكفاءة وفاعلية.
هنا يجب التفرقة بين التعليم والتعلم(learningand education) ، فالامر يختلف ولكنهما يمشيا في عملية تكاملية : أحدهما يتماهي من الاطار المفاهيمي بينما الآخر يركز علي الاطار العملي وكل له أهدافه سواء زيادة المخزون المعرفي او اكتساب الخبرات والكفاءات المهنية.
هنا أود أن اشير الي ان الشباب السوداني الاخضر النضير المؤهل تم ابعادة من المشاركة في السلطة والثروة منذ فجر الاستقلال وحتي يومنا هذا من قبل القوي السياسية السودانية مجتمعة مع سبق الاصرار والترصد وباستخفاف لا يسنده منطق ويستثني من ذلك ابناء البيوتات الحزبية(الامة والاتحادي) نتيجة لأسباب واعية متعلقةبعدم الوصول الي مرحلة الشيب الابيض الذي يدل حسب فهمهم الي الكفاءة والخبرة المهنية والسياسية بهدف احتكار السلطة حصريا وابعادهم باعتبارها منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير مما اجبر الشباب الاخضر النضير الي مغادرة الوطن يزرفون الدموع علي خد الموارد الاقتصادية الهائلة والمتعددة، واصبحو شتات في اصقاع المعمورة رغم ذلك انهم اثبتو كفاءات وخبرات مهنية منقطعة النظير فكانو عقولا جبارة عمرت الخليج واروربا وامريكا دكتارة ومهندسين واقتصاديين ،واساتذة واداريين، ايهم فهم كثر : امثال دكتور حمدوك ودكتور وليد مادبو وكمال حمزة وإبراهيم البدوي والطيب صالح والفيتوري علي سبيل المثال لا الحصر حتي علاهم شيبا لم نسمع بان تم استوزارهم في مفاصل الدولة السودانية المسيطر عليها من النخب المركزية الا دكتور حمدوك الذي اتي باجماع الشعب السوداني
هذه النخب المركزية التي تتسم بالاستعلاء السلطوي والجهوي والعقول الاقصائية الاستعلائية السلطوية المتعجرفة والمستخفة بعقول الشعب السوداني المؤمنة بالمعادلات الصفرية هي سبب تخلف السودان : سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا وامنيا فقد كرست للقبيلة والعنصرية والعنصرية الخفية والجهوية والمحسوبية وخطاب الكراهية وأدخلت الهامش السوداني العريض في حروب داخلية طاحنة ، ولم تعير اي اهتمام بالشباب السوداني الا ما انتسب اليها في صفوف تنظيمها باسم الدين تارة وباسم الوطن تارة أخري
بصراحة هذا الشباب تنقصه الكفاءة وخبرة رجالات الدولة: ولكن علي نخب الهامش عليكم بالموضوعية والمنطق والشفافية والاحترام المتبادل والحوار البناء الذي يهدف الي تلاقح والأفكار وتبادل الخبرة والكفاءة وتوطينها في ذاكرة هذا الجيل من الشباب الاخضر الذي يقدر 70% من السكان، ينبغي علي نخب الهامش البعد عن الاستعلاء السلطوي و الاستخفاف بعقول هذه الاجيال التي هي في امس الحاجة الي اكتساب الخبرات والكفاءات التي تمكنهم من تحمل مسؤولية العباد والبلاد ،فالواقع المرير هناك فجوة كبيرهم بين هؤلاء النخب السياسية و الشباب الاخضر النضير .
ان التجارب الإنسانية في هذا المضمار اعتمدت بصفة اساسية علي المورد البشرية كاساس للتنمية بدءا بتجربة النمور الاسيوية الصاعدة في مقدمتها مهاتير ماليزيا الذي اعتمد علي التعليم كاساس للنهضة الاقتصادية الشاملة والمستدامة ولا سيما اليابان لذلك استطاعت تلك الدول ان تكون نموذجا يحتذي في الصعود الازدهار الاقتصادي والتقدم التكنولوجي علي مستوي العالم .
وما يؤسف هو احتكار النخب السياسية للخبرات والكفاءات المهنية والسياسية رغم ضحالتها وخوائها الفكري وحرمان الشباب الاخضر النضير الذين هم مستقبل العباد والبلاد من مفاصل السلطة والثروة منذ فجر الاستقلال وحتي يومنا هذا ، فكهول السياسة السودانية يوادون طموح وافكار كل شاب طموح وكفء
ان تاسيس السودان الجديد ينبغي أن يقوم علي سواعد الشباب الاخضر النضير والذي يجب تاهليهم وتديبهم وتنصيبهم لقيادة هذا الوطن العملاق وليس استبعادهم من مفاصل السلطة والثروة علما بان هؤلاء الشباب هم مؤهلون علميا من درجة البكالوريوس وحتي الدكتوراة
فنصيحتي لمن يقدمون النقد الهدام وطق الحنك السياسي ويجيدون مخاطبة النتائج ولا يخاطبون جذور المشكلة السودانية: ان يقدموا عصارة كفاءاتهم وخبراتهم ان وجدت الي هذا الجيل العملاق الذي قصم ظهر ثورته وسرقت في وضح النها وجنح الليل
فهنا يأتي دور خبراء التنمية البشرية لتاهليهم علميا وعمليا في الشتات والداخل علي حد سواء فكلاهما شريك في بناء وتأسيس سودان جديد، سودان العزة والشموخ
للاوطان في يد كل حر يد سلفت ودين مستحق
