
الحديث عن حركات التمرد والتي سميت مجاملة بحركات الكفاح المسلح والتسمية في حد ذاتها من ذات العدو الذي يصدر لها الأسماء بحسب موقعها من الإعراب والحديث عنها ذو شجون .
بعد نجاح الثورة المجيدة في إسقاط رأس النظام وخلخلة أركانه رأت حكومة الثورة ضرورة إحلال السلام كأساس لأي بناء وكشرط بديهي لمشاريع التنمية حيث مثل السلام البند الأول من ينودها الإنتقالية ذات الأولويات العشرة .
كان علي الحركات الإنخراط في الفعل الثوري الوطني مباشرة بعد سقوط النظام الذي تدعي محاربته دون إتفاقيات ودون برتكولات ولكن حوادث ما أدت لإتخاذ هذا المسار وبعد صولات وجولات توصل المتفاوضون الي ماعرف بإتفاق جوبا للسلام قبله البعض علي مضد لما صاحبه من هنات وثقرات لعل ذلك يساهم في إسكات صوت البندقية والخروج من مربع الإحتراب وصولا للسلام الشامل المستدام .
مضت الأيام ولعبت يد النظام البائد الوالقة في المشهد ونجحت في تمزيق وحدة قوي الثورة وتشرزمها ليسهل الإنقضاض عليها وللأسف لعبت حركات الكفاح المسلح الدور الأغذر في التآمر علي الشعب وعلى الثورة التي أتت بهم محملولين على الأكتاف دون أن يطلقوا رصاصة واحدة بسلام آمنين فشكلوا صفا آخر فيما عرف بالكنلة الديمقراطية وواصلوا خيانتهم الي أن وصلوا إلى إعتصام الموز الذي أسس لإنقلاب 25 أكتوبر المهزوم وهتف التوم هجو الليلة مابنرجع إلا البيان يطلع وقد طلع البيان ولا أدري إن كان هذا ماأفصح عنه مناوي وسماه بإتفاق تحت الطاولة أم هو خطيئة أخري .
أندلعت الحرب وأتخذت هذه الحركات من الحياد موقفا وقد كان منطقيا حينها ولكن بعد الصمود لأكثر من ستة أشهر كانت الفاشر ودارفور خلالها في مأمن من النيران قررت حركات جبريل ومناوي ومصطفي تمبور ومالك عقار الإصطفاق الي جانب الجزار الي جانب من زعمت محاربتهم عشرات السنين بسبب ظلمهم وإبادتهم لأهل دارفور وظلمهم للنيل الأزرق .
قرار الإنخراط في الحرب لا يصدر إلا من شخص مضطر لذلك لأحد سببين لا ثالث لهما الإبتزاز أو الإرتزاق ، وخلال أكثر من عامين من الموت المجاني عجزت هذه الحركات عن مجرد إستنكار الإضطهاد والقتل الممنهح لأهل دارفور تارة بدواعي الحواضن وتارة أخري بدواعي التعاون مع الدعم السريع وتارة ثالثة بجريمة الوجوه الغريبة .
لم يكن إتفاق السلام يوما عند هذه الحركات بتاعة الحركات سوي بند للمآكل والتكالب على المناصب فمنذ أن خطت أقدامهم الخرطوم لم يظهروا أدني إهتمام بقضايا أهل دارفور في معسكرات النزوح بل أستمر الموت في الجنينة ودليج وغيرها ولم يحمل حاكم دارفور من دارفور إلا إسمها .
وفي ظل الحرب وإستمراها تستمر سلطة بورتسودان ومليشياتها في التناطح حول إقتسام الكبكة وتحمل الحركات كرتها المحروق إتفاق السلام بعد أن فقدت جل قواتها التي طحنت في المحرقة والتي تعاملها قيادات الجيش كمجرد مجوعات أجيرة تعمل بقوت يومها وليس كشركاء وطن ولا أدل على ذلك من رفضهم دمج هذه القوات في الجيش وهو ما أقرته ذات الإتفاقية المزعومة وهم يعلمون ذلك جيدا ولكن عندما تندثر الكرامة وتموت الضمائر يصبح
الحديث لازم فائدة ولابد من إنتظار المصير المحتوم .
ومن المؤسف جدا أن تكون إنفاقية السلام هي مجرد فزاعة لإستمرار شلة الحرب علما أن هذه الإنفاقية التي يساومون بها قد أنقضي أجلها وحتي الوثيقة الدستورية نفسها ماهي إلا خرقة قانونية بالية لا تداري قبحهم ولن تواري سؤاتهم جميعا .