رأي

قواعد اللعبة الدولية تتغير بصورة مذهلة..

د. خالد تارس

يبدو أن هناك تغيرات كبيرة في المشهد الدولي بعد ضربات إسرائيلية مباقته في العمق الإيراني، وان قواعد اللعبة الدولية بدأت تتغير بشكل متطرد وخطير للغاية.
صحيح ان الحرب بين إيران وإسرائيل صراع متعدد الأوجه بدأ منذ عقود، لكن تصاعد في الآونة الأخيرة بعد هجوم إيراني مباشر على إسرائيل في 14 أبريل 2024، رداً على قصف قنصليتها في دمشق. الهجوم الإيراني وقتها يُعتبر تحولًا من حرب الظل والاذرع الطويلة إلى المواجهة المباشرة بين الأطراف.
من الواضح أن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق قد أحدث توترا هائلاً بين إيران وإسرائيل في سوريا تحديدا، ونجم عن ذلك تأثيرات كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي ناتج التصدي للصواريخ والمُسيرات الإيرانية، حيث قدرت الخسائر بأكثر من مليار دولار بالإضافة إلى مخاوف ناجمة عن توسع الصراع إلى حرب إقليمية تهز الاقتصاد العالمي، ولم تبرز اي محاولة دولية جادة لطي الملف ونزع فتيل الأزمة سوى مناشدات الرئيس ترامب المربية، ظل الوضع على ماهو علية من توترات واحتقانات، حتى سددت إسرائيل فجر أمس ضربات موجعة لإيران اسمتها بالأسد الصاعد، أدت إلى مقتل علماء وباحثون وقادة في النظام ابرزهم رئيس أركان الجيش وقائد الحرس الثوري، وبتلك الضربات تكون إسرائيل نفذت أكبر هجومٍ لها على الإطلاق ضد طهران، مستهدفه منشآت نووية وقادة عسكريين وشخصيات مهمة. لكن في المقابل ردت طهران بموجات من الصواريخ الباليستية أحدث خسائر غير مسبوقه في تل أبيب وحيفا وغيرها، ما جعل ان الحرب قد بدأت، لان التصعيد العسكري بين الدولتين يثير المخاوف من اندلاع حرب إقليمية تهز إستقرار المنطقة، ولا شك ان تأثيرها سيمتد إلى العالم بسبب التوترات الجيوسياسية والعسكرية في الإقليم.
من الواضح جداً لاي مراقب أن الصراع بين إسرائيل وإيران سيترك اثراً بليغاً على الاقتصاد العالمي، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة الدولية، والمعروف ان اي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط سينعكس مباشرة على أسعار النفط، بسبب مخاوف تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز أحد أهم الممرات النفطية في العالم، ويزيد هذا من اضطراب الأسواق المالية والبورصات التي ستشهد تقلبات حادة تؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب الذي يشكل ملاذ للاستثمار الامن، وسيؤثر ذلك على حركة التجارة العالمية ويزيد نسبة مخاطر شركات الشحن في الممرات البحرية الرئيسية، وبذلك ترتفع تكاليف النقل مباشرة. اعتقد في هذه الحالة يواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات كبيرة، من بينها انخفاض سجل الشيكل وتراجع بورصة تل أبيب، وفق ماجاء في الأخبار، وقد تشهد الأسواق الإسرائيلية نقصًا في المنتجات الأساسية بسبب تهافت المواطنين على تخزين السلع كما في إيران. المهم في منعطف النزاع الإيراني الإسرائيلي ان الهجمات الأخيرة على إيران كانت هادفة ودقيقة لو نظرنا إلى سوابق من بينها مقتل الرئيس الإيراني وقائد الحرس الثوري ورئيس حركة حماس الفلسطينية اسماعيل هنية من داخل إيران، ما يعني ان النظام في طهران يعاني من اختراقات داخلية رهيبة وعجيبة، والملفت في هذه الحرب ان دولاً رائدة في المنطقة تربطها علاقات جيده مع إسرائيل نددت بقساوة الضربات على إيران واعتبرها غير مقبوله، مايعني ان قواعد اللعبة الدولية في متغيرات جيوسياسية واستراتيجية مدهشة لكل من يراقب طبيعة النزاع الإيراني إسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!