اصطفاف القوى السياسية والثقافية مع الإخوان .. يعري طبقية دويلة 56 كحاضنة لإجماع سياسي
عبدالرازق كنديرة

أحزاب 56 ليس لديها أى خلاف أيدولوجى وإنما صراعهم كان ولم يزل على الكرسى الأول وقد ترجمت ذلك مواقفهم بعد حرب الخامس عشر من ابريل عندما وضعتهم قوى الريف والهامش على المحك فى صراعها مع النسخة الإرهابية والأكثر تطرفآ وعنصرية ، حيث أن الصراع الجارى الآن فى السودان هو صراع مابين قوى مجتمعات الهامش التى ظلت طوال فترة دولة ما بعد الإستعمار مستغلة كوقود للحروب العبثية سواءآ كان ذلك كحركات مسلحة ثورية كالرفاق فى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الجنوب قبل أن يضطروا الى الإنفصال أو الرفاق فى حركات الكفاح المسلح فى دارفور أو الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال
فالقاتل والمقتول فى هذا الصراع هم من الهامش وهم المعنيين بالحروب العبثية وبالإبادة !
_ فالجندى فى جيش البازنقر ظل أبدآ من نفس هذه المجتمعات وهو المكلف بالوقوف فى خط النار والعمل فى قطع الأشجار واستخلاص الخشب وحرق كمائن الفحم لصالح الضباط من الباشبوزق الذين يتفرغون للسمسرة وسرقة موارد وخيرات الهامش الغابية والمعدنية !
_ والقبائل التى يتم استنفارها بإسم الدين أو العروبة كانت أبدآ هى القبائل الرعوية فى الهامش لمقاتلة إخوانهم فى الهامش وهكذا كانت تفعل نظرية فرق تسد التى ورثتها عصابة 56 وأجادتها واعتمدتها سلاح فتاك وسحرى لإبطال
السلاح الأخطر الذى تهابه وتخشاه ، سلاح الوعي بالحقوق ، الوعي بواجب دولة المواطنة تجاه المواطنين السودانيين وبدون تمييز !
ولكن،،
بعد الخامس عشر من ابريل 2023م
إختلف الأمر جدآ وحصل اصطفاف كبير وكبير جدآ هنا وهنالك، نتيجة الغلو والتطرف المفرط فى استخدام عنف الدولة الممنهج تجاه المجتمعات التى صنفتها عصابة 89 الإرهابية كحواضن
وجردتها من الوطنية بين عشية وضحاها
أصبحوا أجانب وعرب شتات ، وتم حرمانهم من الخدمات الأساسية والضرورية لأى مواطن كالحرمان من حق استخراج الأوراق الثبوتية ، جواز ، شهادات الميلاد ، قسائم الزواج والطلاق
وكذلك الحرمان من التعليم بكل مراحله
وايقاف خدمات المحاكم والخدمة المدنية بكل اقسامها ،
والأدهى وأمر من ذلك هو استهداف كل المواطنين فى كردفان ودارفور بالإبادة الجماعية من خلال القصف المتعمد بسلاح الطيران الأجنبى والمحلى وضرب كل مراكز الخدمات من محطات المياه والكهرباء والأسواق وحتى الماشية ما يعد بكل المقاييس هى حرب ابادة جماعية بإمتياز حيث الموت والتشريد الجماعى القسرى !
_ وهو الخطر الأعظم الذى أدى الى صحوة كل مجتمعات الهامش التى كانت مغيبة فى الماضى بسبب الخطاب المخادع لعصابة المركز واستغلالها للمتناقضات الثانوية بين مجتمعات الهامش ، فقد أدرك الهامش حقيقة هذه العصابة الماكرة ، فإصطف الى جانب الحق وانتظم فى صفوف الثورة المسلحة والأكبر فى تاريح السودان ،والذى لا يرى فى أن الصراع الذى يجرى الآن هو صراع بين القوى الرجعية والظلام ممثلة فى كل عصابة 56 وبمختلف واجهاتها الحزبية والتى تسعى الى تثبيت السودان القديم بكل ظلاماته ومابين قوى المستقبل والسودان الجديد الساعية الى إيجاد وتأسيس وطن يقوم على المواطنة المتساوية ، ولا يرى أن الصراع الآن بلغ ذروته فهو واهم وكفيف البصر والبصيرة !
فالذى يجعل من كل قوى 56 السياسية والثقافية يسارها ويمينها تصطف مع عصابة الإخوان المسلمين هو الدافع الطبقى فدويلة 56 فى حقيقتها حاضنة اجتماعية طبقية تعبر عن مصالح وامتيازات لإجتماع سياسى جهوى وضيق جدآ وعندما يتبنون الآيدولوجيا
والأفكار الوافدة من اليمين الى اليسار فهم يوزعون الأدوار ويذرون الرماد
على عيون الهامش حتى لا يرى عورتهم
الطفيلية ونتانة خيانتهم ولصوصيتهم
للوطن والناس على السواء
ويبقى جيش البازنقر هو عصاتهم الغليظة التى يهشون بها قوى الهامش ويبتزون بها الحركات التحررية تحت مسمى الجيش القومى الزائف !!