
• ساعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء. ارنو الي الي الشمس المضيئة هازئا بالسحب والامطار والانواء*
• الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي
هناك أقدار قاسية تجري علي الإنسان في ظاهرها القسوة والعذاب وفي باطنها ومئالاتها الرحمة واللطف الخفي، فالانسان ليس باستطاعته ان يتعرف علي التقديرات الإلهية والحكمة من بعض المسارات المظلمة التي تتبدي للمرء من اول وهله وهو يخوض معتركات يظن انها قد تهوي به في مكان سحيق ، فقائد الدعم السريع( حميدتي) دفعت به القوة الإلهية من تاجر كسائر الشباب الذين يعملون في تجارة الأنعام يحمل قلبا بدويا ناصعا ويحفظ اجزاءا من القرآن الكريم ويعمل جاهدا لتحسين وضعه الاقتصادي الي مقاتل يحمل البندقية دفاعا عن نفسه وعشيرته الصغيرة في خضم حروب تخوضها جماعات مسلحة ضد حكومة المركز تشتكي من الظلم والتهميش وحينها كان ( حميدتي) يافعا تجرع مرارة الظلم من هؤلاءالثوار الجدد، واستطاع ان يحقق نجاحا في ميادين الشرف والدفاع عن النفس في مواجهة عصابات مردت علي التعدي علي حقوق الغير وتأكل أموال الناس بالباطل، فكان خط الدفاع الأول عن قومه وعشيرته ، الي ان دفعت به الإنقاذ للدفاع عن جيشها المتهالك وسلطتها التي اغتصبتها بمؤامرة علي حكومة شرعية حيكت بليل فقد أرادت به شرا ودفعت به في ميادين القتال الملتهبة في مواجهة اعتي الحركات المسلحة الدارفوريه وحركة تحرير السودان شمال ( عقار/ الحلو) جبال النوبه/ النيل الأزرق، فخرج منها اكثر قوة ومتانة ومن ثم دفعت به حكومة البشير في اتون حرب اليمن فكتب الله لقواته النصر والتفوق والإعجاب، ان قوات الدعم السريع هي بمثابة طائر الفينيق الذي يظهر في الأساطير اليونانية كطائر مقدس يولد من جديد من رماده الخاص، ويظهر في الأساطير المصريه كرمز للشمس والخلود ويظهر في كثير من الثقافات الصينيه والهنديه والفارسية، باختصار فإن الفينيق هو طائر اسطوري يرمز الي التجديد والخلود والتحول.
فقد تعرض الدعم السريع الي ثلاثه مؤامرات صغري ومتوسطة وكبري، اما الصغري فهي سعي الاستخبارات العسكرية للوقيعة بينه وبين الشيخ موسي هلال واغتالت ابن عمه عبدالرحيم جمعه من اقوي القيادات التي يعتمد عليها ويمتاز بالشجاعة والحكمة والقول الفصل لتتحول معركة الدعم السريع مع فخذ من بطون قبيلة واحدة ويكون قد غرق في شبر ماء ولكن بذكاء وقدرات القائد الملهم الفريق اول دقلو استطاع ان يفوت الفرصة ويخرج من المصيدة اكثر دراية ودربه ومعرفه بدهاليز المكر الاستخباراتي السيء الذي حاق باصحابه، فلم تفلح هذه الوصفة التي جربت في كردفان وفرقت بين بطون قبيلة المسيرية وعملت علي اضعافها، اما المؤامرة المتوسطه فهي عملية فض الاعتصام فقد عمدت بعض القيادات العسكرية الملتزمه تنظيميا بالحركة الإسلامية والمنتدبه لقوات الدعم السريع ان تحرك بعض عناصر الدعم السريع لتنفيذ عملية فض الاعتصام مع التركيز علي التوثيق مما يوفر الأدلة الدامغه لتورط الدعم السريع في هذه العملية البغيضة ولكن مشيئة الله كشفت هذا التامر ولم يكتب الله لها النجاح وكان انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر امتدادا لهذا المكر الكبار وقد قلب قائد الدعم السريع الطاولة علي قادة الجيش واعتذر للشعب السوداني وتبني عملية الإصلاح الأمني والعسكري مما اجج عليه غضب الدوله العميقه فارادت به كيدا، فمهدت للمؤامرة الكبري وهي حرب الخامس عشر من أبريل والتي كان مقررا لها ان تقضي علي طائر الفينيق في سبعة ليالي وثمانية ايام حسوما لنري فيها شباب الدعم السريع صرعي كأنهم إعجاز نخل خاوية، ولكن القرار لم يكن الهيا بل تدبيرا شيطانيا تكسر عند صخرة المشيئة الربانية.
نعم، فإن مناوئي الدعم السريع في مسيرة حرب الخامس عشر من أبريل يتوقعون انتصار فرعون القرن ( البرهان) علي ( الكليم) الدعم السريع الذي وقف في وجه الظلم وقال (لا) الكلمة التي عجز كبار الساسة والقادة العسكريين منذ بزوغ فجر خروج المستعمر من ان يقولها احد، فقد قالها (البدوي النبيل) محمد حمدان دقلو، فإن مناوئي الدعم السريع كانوا يتوقعون نهايته في الهجمات الغادرة الاولي في منزل قائد الدعم السريع ومعسكرات جنوده في المدينة الرياضية وكرري وسوبا والحلفايا ولكن كانت السماء حضورا منصفا، وتعظمت احلامهم وامانيهم عند خروج الدعم السريع من الجزيرة والخرطوم العاصمة المثلثة ولكن طائر الفينيق يفاجيء الجميع بالتجديد والتحول الإيجابي ويحقق ضربات موجعه للعدو ويحقق انتصارات مذهلة في جبهات غير متوقعه تجعل المراقبين للشان السوداني علي الصعيد العسكري في حيرة من أمرهم.
اقول ان علي الجيش السوداني ان كان هناك اصلا جيش ويمتلك قراره ان يتخذ الموقف الصحيح لتجنيب البلاد مزيدا من التدهور والانزلاق الأكثر رعبا، وهو التخلص وفك الارتباط باي تنظيم سياسي وان ينفض يده من اي التزام ايدلوجي او سياسي وان يذهب الي المفاوضات والخروج بالمؤسسة العسكرية من الممارسة السياسية او الاقتصادية وتسليم البلاد الي حكومة مدنية تعبر بالبلاد الي شواطئ الأما ن
الدعم السريع يتجدد، ومن لم يتجدد يتبدد