رأي

إتفاق شركاء الحرب على منصة إتفاق السلام!!

محمد موسى بادي

 

التنفيذ الظالم والإنتقائي لنصوص إتفاق جوبا لسلام السودان، أكد على جنوح “التيار الرجعي” لخيار الثورة المضادة – باكرا، والتي كانت خططها تدور من تحت تربيزة التوقيع على الإتفاق – الذي جاء في نوفمبر٢٠٢٠م.. !!

تلك الخطوات – التي مضى بها تحالف الثورة المضادة الذي ضم أحزاب مركزية وحركات قبلية – قد رسمت ملامح حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م وأحيكت مؤامرتها بواسطة التحالف الذي نشأ – على الحد الأدنى بين “تيار اليائسين من عناصر النظام البائد” ، وبين مجموعة إثنية مثلت عدة أوجه ل”حركة الرجل الواحد” ، وقد أصر هذا “التحالف الأعرج” على الحرب كوسيلة للوصول إلى أهدافه، مما سطر واقع حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م قبل تنفيذ عملية إطلاق الرصاصة الأولى – في صباح السبت المشؤوم..!!

إن مخطط الشر الذي أسفر عن حرب أبريل المدمرة – قام على خطوتين:

1/ إجهاض الثورة/ إنقلاب الموز..

2/المحاولة الفاشلة للتخلص من قوات الدعم السريع – التي أكدت على وقوفها مع ثورة الشعب السوداني ودعت – على لسان قائد ثاني قوات الدعم السريع/عبدالرحيم دقلو – لوقف قتل المتظاهرين السلميين، وتسليم السلطة للمدنيين (في لقاء مشهود بقاعة الصداقة /الخرطوم ) ..

إن مؤامرة “إعتصام الموز” التي جرت بإستعجال لم يتعدى ال٩ أيام، كانت قد مثلت أكبر خديعة – في المشهد الإنتقالي..!!

ثم عقبها ظهور الحاضنة السياسية للثورة المضادة والمعروفة ب”لكتلة الديمقراطية” التي كانت مكوناتها قد نفذت مايعرف ب”إغلاق الشرق” ؟!

ومن المعلوم أنه قد نتجت – هذه الكتلة – عن “ورشة القاهرة” التي نظمتها المخابرات المصرية في الثلث الأخير من العام ٢٠٢٢م برعاية من الرئيس المصري/عبدالفتاح السيسي بالعاصمة المصرية.. مما يؤكد على البعد الخارجي في التأسيس لهذه الحرب العبثية التي قتلت وشردت الشعب السوداني.. !!

مثلت “ورشة المصفوفة” التي تم التوقيع عليها – في جوبا – بواسطة مكونات “معسكر الحرب” الحالي – والتي جاءت – في الترتيب بعد “ورشة القاهرة” كمحاولة لقصم ظهر “العملية السلمية” وتبديل إتفاق جوبا إلى مدخل لحرب جديدة وبالفعل استطاع تجار الحرب من تحويل “إتفاق السلام” إلى “إتفاق حرب” وتم تحوره إلى ورقة صراع مدعوم سياسياً خلف كل من قائدي الجيش والدعم السريع – في ظل مؤامرة الزج بالجيش والدعم السريع إلى حرب – كان قرارها قد تم اتخاذه – بواسطة تلك العصابات ضد شعبنا الممكون..!!

جاءت محاصصات “شركاء الدم” من أنصار الثورة المضادة للمشاركة على سدة حكومة الحرب – هناك – على أساس عملية بناء المليشيات والتسليح القبلي والمناطقي..!!

مما يؤكد أن”معسكر الحرب”قد أعد العدة لإدارة “أموره” لدعم إستمرارية الحرب – باكرا – من الخرطوم، ثم إنتقل بعد أسابيع قليلة من بدأ الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م إلى عاصمته الإدارية البديلة – بورتسودان – بحثا عن تحقيق أهدافه من هذه الحرب المدمرة – ولا زال يفعل حتى يومنا هذ..!!

وفي سياق ما آلت اليه أوضاع منظومة تحالف الحرب،والتي أصبح يتهددها التفكك والتشظي،

قال – أمس – أمين الشؤون السياسية بحركة العدل والمساواة معتصم أحمد صالح، “إن حملة منسقة بدأت منذ أسبوعين ضد مسار دارفور باتفاق جوبا لسلام السودان”..؟!

هذا التصريح يؤكد أن هناك تناحر بين حلفاء معسكر الحرب في بورتسودان، وبعد دخول الحرب في عامها الثالث – لم يعد التحالف – الذي انطلق منذ ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م – على كلمة واحدة ولا على قلب رجل واحد، بل أصبحت المحاصصة المرهونة بمصالح المجموعات التي ظلت تحمل السلاح وتؤجج هذه الحرب هي العنوان الأبرز المكتوب على جبين الدكتور/كامل إدريس/الرئيس الجديد لحكومة بورتسودان – الذي يبدو أنه قد التقط قفاذ الإنقلاب في مضمار بورتسودان المليء بالعثرات والأوحال والصراعات الضيقة..!!

في ظل محاولات تحالف الحرب لدفن آخر ملامح ثورة التغيير، وتطلعه لتنفيذ شعار (المجد للبندقية) تظل الحركات القبلية المساندة للثورة المضادة والمحسوبة على إقليم دارفور تتمسّك بمناصب وزارية – حصلت عليها إلى جانب أموال طائلة – في مقابل دورها الإرتزاقي المكشوف (بحسب تقارير صحفية من داخل بورتسودان ) في إصرار غريب على بناء أحلام قادتها على أنقاص وأحلام التغيير وثورة ديسمبر المجيدة التي قادها الشعب السوداني..وهذه الأحلام في ظل المجريات على ميدان الصراع العسكري – بين طرفي الحرب – أصبحت – فعليا – من الأحلام غير القابلة للتحقق.. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!