اخبار

المثقفون السودانيون يصدرون (اعلان كمبالا) الخاص بقضايا الدولة المدنية وانهاء الحرب 

كمبالا: التنوير

عزا مثقفون سودانيون فشل الدولة السودانية فى استدامة السلام والمحافظة على وحدة البلاد وتماسكها إلي الاضطراب السياسى طوال عهد الاستقلال

عزا المثقفون السودانيون سودانيون أزمة بلادهم، إلى الفشل فى إداراة التعدد والتنوع

و إجتمع نحوٌ من 47 مثقفاً وكاتباً وسياسياً ومهتماً سودانياً من النساء والرجال يمثلون مختلف التيارات الفكرية والسياسية فى العاصمة اليوغندية كمبالا فى الخامس عشر من يونيو الجارى 2025، لمدة ثلاثة ايام، تحفزهم الأوضاع المأساوية التى تكابدها شعوب السودان والأزمة المحيطة التى تهدد الوطن بالتجزئة والتمزق

وتنشر (التنوير) نص البيان كاملاً:

الملتقى التفاكرى حول الخروج من الحرب وقضايا الدولة المدنية الجديدة

تحت شعار: (بالمعرفة والحوار.. نوقف الحرب ونبني السلام)

(15 – 17 يونيو 2025)

كمبالا – يوغندا

إعلان كمبالا

إجتمع نحوٌ من 47 مثقفاً وكاتباً وسياسياً ومهتماً سودانياً من النساء والرجال يمثلون مختلف التيارات الفكرية والسياسية فى العاصمة اليوغندية كمبالا فى الخامس عشر من يونيو الجارى 2025، لمدة ثلاثة ايام، تحفزهم الأوضاع المأساوية التى تكابدها شعوب السودان والأزمة المحيطة التى تهدد الوطن بالتجزئة والتمزق، ويجمع شملهم على اختلاف أعمارهم واختلاف مدارسهم الفكرية وأحزابهم السياسية وتخصصاتهم، همهم الأكبر أن يكون السودان وطناً يسع الجميع بالتعارف والاعتراف، معافىً من الحرب والموت مبرءً من الجهل والمرض والنزوح واللجوء، مؤسساً على الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة، مستنداً إلى هويةً سودانوية جديدة ومتجددة، أسهمت وتساهم فيها كل عناصر السودان، منفتحةً على العالم وموصولة بالاقليم ومتكاملة ثقافياً واقتصادياً وسياسياً مع الجوار الافريقى والعربي.

وإذ يعزو المشاركون أزمة السودان، ضمن جذور وأسباب أخرى، إلى الفشل فى إداراة التعدد والتنوع، فإنهم يأملون أن يمثل إجتماعهم الفريد أنموذجاً لقدرة السودانيين على الحوار وإدارة الاختلاف، ثم التوافق على حدود عليا ودنيا، تجعل السودان وطناً قابلًا للحياة والنماء، وأن يتصل الحوار فيه، سلماً وتراضيا، بين المدارس السياسية والفكرية المتباينة، وعبر الفئات العمرية المختلفة، وخلال جغرافيته وأعراقه وثقافاته المتنوعة.

إجتماعنا وحوارنا ودعوتنا للحوار الشامل يكتسب أهميته من هدف الخروج من الحرب بوصفه الأولوية القصوى، بل يعتبر كل ذلك ويوظفه ضمن الآليات المتاحة كافةً لهذا الغرض. إلا أن الخروج من الحرب يظل هو التحدى الأساس، الذى يدعونا للتضامن السوداني الشامل لقوى المجتمع المدنى الشبابية والنسائية ومنظماتها، ولقوى الهامش المتضرر المستمر من الحروب، وللقوى السياسية الحزبية، وللقوى المنتجة التى تعمل فى المجالات المختلفة، من أجل محاصرة أطراف الحرب ودفعها لوقف القتال وإسكات البنادق وتخليص الشعوب السودانية من الأوضاع المرعبة التى أفرزتها الحروب في السودان والحرب الحالية على وجه الخصوص، ومن ثمّ الانعتاق من الحالة الكارثية التي أنتجتها أنظمة الحكم القاصرة السابقة.

فشل الدولة السودانية فى استدامة السلام والمحافظة على وحدة البلاد وتماسكها تجلى فى الاضطراب السياسى طوال عهد الاستقلال، وتوالى الانقلابات العسكرية التى تقطع الطريق على الحكم المدنى، وعلى رسوخ الديمقراطية وتطورها، وفي انفصال جنوب السودان، إلا أن التناسل الحالي للمليشيات وتكاثرها فى كل مناطق السودان، وخروجها الى مناطق جديدة لم تعرفها من قبل لا يهدد ذات بقاء دولة السودان الوطنية الحديثة، فحسب، بل وفناء الأمة السودانية بكل شعوبها، مما يدعوا هذه الشعوب مجتمعة للتأكيد على الإصلاح الأمنى والعسكرى نحو قوات مسلحة سودانية مهنية، تعكس في تكوينها كافة قوميات السودان، مستقلة عن أي ولاء إيديولوجي وعن أي انتماء حزبي أو إثني أو جهوي، تعمل في إطار ديمقراطية ومدنية الدولة وسيادة حكم القانون، بعيداً عن التدخل في الشأن الاقتصادي والسياسي. مع ضرورة إجراء إصلاح جذري في مؤسسات القضاء والخدمة المدنية.

اتفق المؤتمرون على الدولة المدنية الديمقراطية التي تتأسس على المواطنة، وكفالة الحقوق الأساسية، وتساوي بين جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم الدينية والثقافية والجهوية، وتقف على مسافة واحدة منها، والتي تمنع استغلال الدين للكسب السياسي، أو إنشاء مؤسسات سياسية، أو تبني قوانين تتنافى مع المبادئ المتفق عليها للدولة المدنية الديمقراطية، أو مع العهود والمواثيق الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان.

مجتمع السودان إذ يستشعر القهر والاذى الجسيم الذى طال النساء، خاصةً خلال سنوات الحرب، والعنف الجسدي والاغتصاب فى مراحل اللجوء والنزوح، وحيثما وجدن فى مناطق السودان المختلفة، فإنه يستدعى إنتباهاً خاصاً من جميع السودانيين، ويتطلب حشد الطاقات للتصدى لوقف العنف على النساء وجمع العون المادى والدعم النفسي لهن، مما يندرج ضمن الجهد الشامل لاغاثة المتأثرين بالحرب ودعمهم، عبر منظومات المجتمع المحلى والمجتمع الدولى الطوعي والرسمى، ولكن أيضاً بالمساواة النوعية وضمان حقوق المرأة كاملة في الدولة المدنية الديمقراطية الجديدة..

المجتمعات الأشد تضرراً بظروف الحرب والاشد تأثراً بالبنية غير العادلة للدولة منذ تأسيسها، وضحايا اختلال قسمة السلطة والثروة والهوية في المناطق المهمشة، ومجتمعات الريف عامة، بما في ذلك المنتسبين للقطاع التقليدي المطري الزراعي والرعوي، ونساء الريف بما في ذلك النساء المعدنات، ومجتمعات الكنابى، والعمال الزراعيين، والمنتمون للمجتمعات المهمشة بصورة عامة- لا يستحقون الإنصاف والتعامل التفضيلي، فحسب، بل وأن يكونوا شركاء أصيلين في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية الجديدة..

التعليم والإعلام والثقافة تأثرت جميعها بالحرب، فإذ انهار التعليم وخرج ملايين التلاميذ من دورة الدراسة والتحصيل، وأضحوا عرضةً للانخراط فى حالة التمليش الشامل التى تضرب مجتمعات السودان، ووقوداً للحرب والموت، بدلاً عن أن يكونوا سنداً لأنفسهم ومجتمعاتهم، فإن ذلك يستدعي بذل كل جهد وطرق كل درب لإيقاف الحرب.. كما أن الإعلام أصبح سلاحاً ذو حدين يفاقم حالة الانقسام ويغذى خطابات الكراهية والعنصرية، برغم دوره فى رفع الوعى وتمام انتشاره، خاصةً عبر وسائط الإعلام الاجتماعى الجديد، كذلك تمثل الثقافة البند المهم الغائب والمنحسر فى ذروة الحاجة إلى دور المفكرين والمثقفين والمبدعين ليكونوا رواد حملة الوحدة والتعافي السودانى.

أكد المؤتمرون والمؤتمرات على اعتماد الفيدرالية بوصفها النظام الأمثل لتلبية مطالب السودانيين وتحقيق التنمية العادلة، التي تحرر السودان من نمط الدولة الاستعمارية المؤسسة على الفساد وقهر المواطنيين وتشويه انتاجهم الزراعى والصناعى، نحو دولة وطنية حديثة مؤسسة على المواطنة المتساوية والعدل الاقتصادى والتنمية المتوازنة، بمثلما هى قائمة على العدالة فى قسمة السلطة والفيدرالية المالية.

يدعوا المؤتمرون الى تبنى عقد اجتماعى جديد عبر حوار سودانى شامل يتبنى صيغة للعدالة الانتقالية سودانية، تنطلق من ثقافة وموروثات شعب السودان، وتستصحب المبادئ الواردة فى البيان، وتحض على التعافي لاستئناف الحياة الطبيعية، وترسخ أسس عدم الإفلات من العقاب كما وردت فى المواثيق الدولية والتجارب السابقة فى المصالحة الوطنية، وتمكّن من إنتاج مشروع وطني ديمقراطي دائم..

دائما ما كانت الحروب الأهلية في السودان مدخلاً للتدخل الأجنبي في الشأن السوداني، منذ الحرب الأهلية الأولى عام 1955، هذا التدخل الأجنبي بلغ في الحرب الحالية حداً حولنا كسودانيين إلى متفرجين على صراع إقليمي يدور على أرضنا، وباسمنا دون أن يكون خيارنا. لكن لا أحد غيرنا كسودانيين يمكن أن يقوم بحل مشاكلنا نيابة عنا. ولا يمكن أن يأتي دفع أطراف الحرب لوقفها وضمان عدم انفجارها مرة أخرى إلا من السودانيين أنفسهم وبجهدهم الجماعي المنسق.

يترحم المؤتمرون عبر هذا البيان على أرواح الشهداء الذين سقت دماؤهم الطاهرة تراب السودان عبر التاريخ، وخاصةً شهداء ديسمبر وحرب أبريل 2023، ويدعوا بعاجل الشفاء وتمامه للجرحى والمرضى.

يشكر المؤتمرون والمؤتمرات دولة يوغندا حكومةً وشعباً على سخائها الكريم فى استقبال السودانيين اللاجئين واحترام كرامتهم وعونهم على مواجهة الظرف القاهر بالمأوى والغذاء والدواء.

 

صدر في كمبالا – يوغندا

في يوم 17 يونيو 2025

 

المشاركات والمشاركون في الملتقى:

1. أ. زهراء عبد النعيم

2. السفير نورالدين ساتي

3. د. سليمان بلدو

4. بروف. محمد الأمين إسماعيل

5. د. صدقي كبلو

6. د. هويدا عتباني

7. أ. فضيلي جماع

8. بروف. عبدالسلام نورالدين

9. د. حامد البشير

10. د. هنادي المك

11. د. الشفيع خضر

12. د. بثينة النعيم

13. أ فيصل محمد صالح

14. أ. صفاء العاقب

15. أ. سند س حسن

16. أ. أحمد توم

17. د. عبدالجبار دوسه

18. أ. زينب أونور

19. د. المقداد آدم

20. د. سعاد مصطفى

21. أ. عبدالمنعم أبو إدريس

22. أ. عبدالله آدم خاطر

23. أ. محمد الواثق

24. أ. إسماعيل التاج

25. أ. أبوذر الأمين

26. د. سانديوس كودي

27. أ. نعمات كوكو

28. أ. مديحة عبدالله

29. د. زهير بشار

30. أ. الفاتح النور

31. أ. السر السيد

32. أ. فتح العليم عبدالحي

33. أ. محمد علي مهله

34. أ. محمد جميل

35. أ. معتز الأمين

36. أ. مجاهد خاطر

37. أ. قتيبة عثمان

38. أ. أبوهريرة عبدالرحمن

39. د. المحبوب عبدالسلام

40. أ. شمس الدين ضو البيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!