رأي

(صيحة) في وادي الذئاب.. فلندِنِ الدعم السريع من أجل عيون هالة الكارب!

 علي أحمد

تعمل “الفمينيستا” النخبوية “هالة الكارب” من خلال تمويل غربي لا تكشف عن حجمه ومصادره وأوجه صرفه، مستغلة منظمتها المعروفة باسم “المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي”، والمعروفة اختصارًا ب”صيحة”. وخلال هذه الحرب، أصبحت مستنفرة لصالح النظام السابق؛ الذي تمكنت من تسجيل منظمتها إبان هيمنته دون عوائق أو اعتراضات، وظلت تعمل من مقرها في الخرطوم (3) وتصدر مجلة غير منتظمة، دون أن يعترضها أحد أو يسألها عن أوجه صرف هذه الأموال ومصادر الحصول عليها. وقد نشأت بينها وبين كثيرين خلافات حادة حول هذا الغموض الذي يلف منظمتها، منهم/ن من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، ومنهم الشاعر الذي لا أطيق شعره مأمون التلب، وهذه مناسبة للتعبير عن الرأي.
الآن، وخلال هذه الحرب، نشطت  المبادرة الاستراتيجية لنساء السودان، حيث لا تستفيد نساء دول القرن الإفريقي الأخرى من هذه الأموال التي تجمعها باسمهن، والتي لا يعلم بها إلا هي، والله سبحانه وتعالى، والمؤسسات (الليبرالية الاستعمارية!) التي تموّل هذه السيدة، رغم أنها تحاول أن تبدو أمام الناس يسارية ملتزمة!!
وللحصول على المزيد من التمويل (Fund)، تفبرك (شبكة صيحة) تقارير لا تقوم على المبادئ والقواعد الأساسية المتعارف عليها في كتابة وتحرير التقارير. وأحدثها التقرير الذي نشرته أمس الأول حول تعرض فتيات ونساء سودانيات إلى الإخفاء القسري والاستعباد والعنف الجنسي في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وخصت بذلك نساء الخرطوم والجزيرة فقط.
لكن القارئ نصف الذكي لهذا التقرير لن يُجهد نفسه كثيرًا ليكتشف المدرسة التلفيقية التي تتبناها منظمة السيدة هالة الكارب في كتابة التقارير، فقد كشفت مبادرتها، التي لا تخص نساء القرن الإفريقي، بل شريحة محدودة من النساء السودانيات النخبويات، أن البيانات التي استندت عليها في تقريرها الأخير جُمعت بشكل أساسي من مصادر مفتوحة، ومعروف الخلل الذي ينجم عن تلك المصادر في دولة كالسودان.
خذ مثلًا هذه الحالة التي وردت في تقرير هالة:
“في يوم 28 مايو 2023، تم العثور على جثة هالة أحمد إسحق في سيارة نهبتها قوات الدعم السريع. لاحقًا، وُجدت السيارة مخترقة بطلقات نارية، ومن المرجح أنها اختُطفت بواسطة قوات الدعم السريع”.
حسنًا، أكدت هالة الكارب أن المرحومة هالة أحمد إسحق اختُطفت من قبل قوات الدعم السريع في سيارة نهبتها قوات الدعم السريع، لكن الغريب في رواية هالة أن هذه السيارة اخترقها رصاص أطلقته قوات الدعم السريع، لتدمر السيارة التي سرقتها قوات الدعم السريع، وتقتل الفتاة التي اختطفتها قوات الدعم السريع! فهل هذا معقول؟!
والأغرب من ذلك، أن مالكة (شبكة صيحة)، التي لا ينازعها أحد على عرشها، قالت في نهاية هذه القصة “المعجونة بنضال نساء القرن الإفريقي”: إنه من المُرجّح أن تكون المرحومة اختُطفت بواسطة قوات الدعم السريع. بمعنى أنها غير متأكدة، وهل يحاكم الناس بالظنون؟!
ولا نريد هنا أن نسأل هذه السيدة المُلفِقة:
•كيف عرفت أن السيارة سُرقت بواسطة قوات الدعم السريع؟
•ما هو الدليل؟
•وما الدليل الآخر على أن الفتاة قُتلت بواسطة قوات الدعم السريع؟
لا دليل أبدًا، فهالة الكارب تُرجِّح فقط، وتكتب تقاريرها كما يتحدث ذلك “الانصرافي”!
دعك من هذه القصة ذات “الفبركة الواضحة” واقرأ هذه:
“وفي الشهر نفسه، عُثر على جثة فتاة أخرى، وهي إنصاف سرور فضل الله، بالقرب من محطة وقود في منطقة الجريف بالخرطوم”.
هنا، اتبعت هالة الكارب أسلوب الإيقاع بالقارئ (دردقته)، فبينما كانت تسرد قصة المرحومة هالة أحمد إسحق، التي فندناها أعلاه، باغتت القارئ قبل أن يلتقط أنفاسه – أو هكذا تعتقد أنها ستفعل به – بقصة أخرى حدثت في نفس الشهر، وضعت عليها اسم فتاة وقالت إنها وُجدت مقتولة بالقرب من محطة وقود (غير معروفة الاسم) في منطقة الجريف، دون تحديد:
•أي الجريفات تعني؟ هل الجريف شرق أم غرب؟
•هل حدث ذلك في القلعة أم الشيطة؟
•وأي محطات الوقود تعني؟ هل محطة بشاير أم محطة النيل؟
كلام والسلام.
ثم، ما علاقة الدعم السريع بفتاة وُجدت مقتولة بالقرب من محطة وقود غير معروفة في (جريف) غير معروف؟!
•ما الدليل على أن قوات الدعم السريع هي التي قتلتها؟
•أليس هذا افتئاتًا على الحقيقة، وتزويرًا للوقائع، وفبركة صريحة، وصيحة في (وادي الذئاب)
في ظل الحرب – أي حرب في العالم – ينفلت عقال الأمن، وتختفي الشرطة والأمن الداخلي، وتنشط العصابات، ولا تستطيع الجهات المتحاربة تغطية هذا الخلل. ولا يكفي أن تحدث جريمة (فردية) في زمن الحرب ليكون مسؤولًا عنها من تقع المنطقة تحت سيطرته، فهذا الأمر يجوز فقط في الجرائم الجماعية!
وفي الحروب أيضًا، يموت كثيرون برصاصات طائشة، فكم من المواطنين ماتوا قبل أيام في محلية كرري جراء انفجار طائرة أنتونوف تابعة للجيش، بينهن – بهذه المناسبة- نساء من القرن الإفريقي، فلماذا لم ترصد هذه المنظمة المتحللة من القيود الصارمة في كتابة وتحرير التقارير هذه الحادثة، وتتهم الجيش بارتكابها؟!
إن هالة الكارب، التي تدير شبكتها (عمال على بطال) ، كما يقول أولاد بمبة ، تخاطر بسمعتها، إذ تعمل لصالح النظام المخلوع من أجل رد بعض “الجمائل” التي أغدق بها عليها، حيث تركها، وهي الشيوعية الكندية الجنسية، تعمل في وسط الخرطوم بدون “احم أو دستور”!
أو ربما هي واقعة تحت الابتزاز في أمر ما، كما يتردد، فذلك نظام عَفِن وقذر. ونحن لا نلومها على الوفاء ونتعاطف معها في حالة الابتزاز، لكننا نعاتبها على مفارقتها المهنية والقواعد.
ومن هذا المنطلق، أناشد نساء القرن الإفريقي (الأصلي) في الصومال وجيبوتي وإريتريا، بالعمل على إيقاف استغلال اسمهن في قضايا سياسية تخص دولة ملحقة بالقرن الإفريقي، وليست ضمنه بالتحديد، مثل السودان، وألا يسمحن لها بالحصول على تمويل لا يعود عليهن بفائدة.
وعليهن المطالبة بمراجعة حسابات المنظمة التي تستغل اسمهن، ومعرفة أوجه صرفها، والحصول على وظائف قيادية فيها بإنصاف وعدالة. فهذه الشبكة لا تهتم بقضاياهن إلا لِمامًا على طريقة “الترميز التضليلي”، حيث تنشر تقارير متناثرة ومتباعدة عن تطبيق حد الرجم في مناطق سيطرة حركة شباب المجاهدين الصومالية، وقضايا صغيرة ومكرورة أخرى غبر جاذبة لأي أحد، لذر الرماد في العيون.
لذلك، فإن من واجب نساء القرن الإفريقي محاصرة هذه السيدة ومصادرة المنظمة منها، أو إجبارها على تغيير اسمها إلى: مبادرة نساء الجزيرة والخرطوم، ثم يتركونها تصيح على كيفها، لا تلوي على شيء.
هالة الكارب هي أحد الأمثلة التي يستشهد بها المعتوه “دونالد ترامب” لتعزيز موقفه بايقاف المنح والتمويل، عندما قال في لحظة نادرة إن الأموال لا تذهب إلى الأهداف بل لبعض الأطراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!