
الأخبار – الرائجة – التي تعكس بوادر خلاف بين “شركاء الحرب” داخل “معسكر البلابسة” والتي ظلت تشتعل – هناك – بسبب الصراع على “كيكة السلطة” و”كراسي الحكم الإنقلابي” لا تهم الشعب السوداني في شيء..!!
أخبار الخلافات بين”شركاء الدم” في بورتسودان لم تكن في يوم من الأيام أخبارا عادية.. بل ظل إعلام الفلول يلهي الناس بتلك الأخبار المغلفة بالمكر والخداع في كل المحاولات المستميتة بهدف السيطرة على المسرح السياسي والإستئثار بالسلطة والثروة – بكل الطرق..!!
فهناك في بورتسودان لاتوجد رفاهية الإختيار، (فلا غنا للفلول عن الحركات ولا غنا للحركات عن الفلول)
لأن “شراكة الحرب” هي وحدها التي تحدد مصير كل الأطراف التي ترفع شعار”بل بس” بمافي ذلك مكون الفلول و حركتي “مناوي وجبريل”..!!
وعلى الرغم من أن واجهات الفلول وأجهزتهم التي تمثل جانب القيادة في كل المعارك منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣م تعلم جيدا – أن “حركتي مناوي وجبريل التي تشاركهم هذه الحرب” لم تعد هي تلك الأطراف التي وقعت على إتفاق جوبا لسلام السودان، إلا أن شراكة الحرب قد إقتضت صناعة “بعبع المشتركة” الذي بات يؤرق مضاجع الفلول الذين لا يريدون إستمرار حركتي “مناوي وجبريل” بتلك المعادلة في السلطة – خاصة – بعد إستعادة الخرطوم..!!
فالحقيقة المثبتة أن الحركات التي تمثل “أطراف العمليه السلمية” التي وقع معها “المجلس العسكري الإنتقالي” ممثلا في شخص الفريق أول/محمد حمدان دقلو/عن الحكومة السودانية ورئيس وفدها لمفاوضات سلام جوبا، هي ليست حركتي “مناوي وجبريل” وحدهما واللتين تطلق عليهما غرف إعلام الفلول لقب “القوات المشتركة”..؟! فالقوات المشتركة – بحسب نصوص إتفاق جوبا ٢٠٢٠م – هي القوات التي تضم “حركات مسار دارفور الخمسة المعروفة إلى جانب الجيش والدعم السريع”..!!
ومن المعلوم – بالضرورة – أن حركتي”مناوي وجبريل” تخلت عن الحياد – مقابل مكاسب من السلطة والثروة – بالضرورة كذلك أن “طرف الفلول” الذي “هندس” هذه الحرب، يعلم هذه الحقائق وتفاصيلها التي قام عليها تحالف الحرب في بورتسودان..؟! لذلك فإن” الخلاف” بين مكونات تحالف (الكتائب الإرهابية وحركات الإرتزاق في بورتسودان) غير وارد – بنسبة كبيرة..فكل طرف من مكونات” تحالف الحرب” هناك له مصلحة ويعلم – جيدا – ضعف الطرف الآخر الذي يشاركه جريمة قتل وتشريد الشعب السوداني – من أجل هدفهم في العودة و السيطرة على السلطة..!!
لكل ذلك فإن عملية “الخداع الاستراتيجي” وإحتمال الملهاة في تضليل الرأي العام – حاضران بقوة في تصميم تلك الأخبار الكاذبة التي تحاول إبراز “حالة من الخلاف” قد تحدث او ستحدث بين الفلول وحركتي مناوي وجبريل هناك..!!
ومن أكبر الخداع الإعلامية التي شهدتها الفترة الإنتقالية هي إطلاق إسم “القوات المشتركة” – إسم الدلع على القوات الإثنية التي تشكل قوام مقاتلي “مناوي وجبريل”..!!
فالحقيقة أن هاتان الحركتان تمثلان الجزء الأصغر من مجموع “حركات مسار دارفور الخمس” والذي يضم (حركة الهادي إدريس +حركة الطاهر حجر+ التحالف السوداني) التي تمثل الغالبية من مجموع الخمس حركات التي تشكل “حركات مسار دارفور” وذهب غالبها إلى “تحالف تأسيس” ..!!
وفي إحداثيات مشهد الصراع، ربما أراد فلول الدولة العنصرية العميقة، أن يتخلصوا – كعادتهم – مما يسمى ب”القوات المشتركة” التي صنعوها ثم أخافتهم؟! – في ظل حرب السباق المحموم بتجاه كراسي السلطة..!!
من أجل التوقيع على إتفاق جوبا لسلام السودان ٢٠٢٠م،ظل حميدتي مصرا على دخول الحركات للخرطوم – حينما قال قولته المشهورة “الخرطوم حقت ابو منو؟! فهل هذه المقولة فرضت نفسها على الخرطوم مجددا – بعد أن عاد إليها تحالف الحرب” (قوات الفلول +القوات المشتركة – التابعة لمناوي وجبريل) في أعقاب إنسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة..؟!
ننتظر لنرى – من الذي يتأهل لملاقاة قوات حميدتي – في النهائي، وحينها ستكون لنا عودة للمذيد من التحليل – بإذن الله..!!