
المتابع للأحداث التي شهدتها الساحة السياسية في بورتسودان بعد تعيين كامل ادريس من قبل سلطة بورتسودان غير الشرعية يعي تماماً مدى هشاشة تحالف الدم بين الحركات المسلحة ومليشيا المقاومة الشعبية وكيزان الجيش السوداني وذلك ظهر جلياً في الخطاب الذي نشرته بعض الصحف وايضاً الصفحات المنسوبة لانصار الحركآت فضلا عن القنوات الفضائية كالجزيرة وغيرها من القنوات التي تهتم بالشأن السوداني.
الحركات التي ما كان لها ان تدخل قياداتها او قواتها حدود الوطن ادخلها الفريق اول محمد حمدان دقلو بالاتفاق الذي أبرم في جوبا وسمي اتفاق جوبا لسلام السودان وهو ذات الاتفاق الذي شيطنته الاستخبارات العسكرية وتباطأت في تنفيذ بنوده بل طعنت بعض الجهات في شرعيته وأحقيته حيث نشبت إبان تلك الاحتجاجات قوى اجتماعية آخرى مناهضة للاتفاقية وادخلت مسارات جديدة له كمسار الشمال.
الاتفاق أعطى الحركات ما لا تستحقه فعلاً لذا بعد انهيار الوثيقة الدستورية وانهيار الاتفاق الإطاري وانحلال عِقد الأمن في البلاد ظلت نفس الحركات متمسكة به لأنه ببساطة يضمن مكوثهم على كراسي السلطة غير ابهين للظروف التي يعيشها الشعب السوداني والمعسكرات المكتظة باللاجئين والنازحين.
في السياق ذاته عندما حست الحركات بانتهاء دورها لدي قوى الظلام والارهاب وتأكد لها انه لا مكان لها في شمال ووسط وشرق السودان أطلقت العنان لأتباعها بالتصعيد الإعلامي ضد مجتمعات الشمال والوسط بل وصل بهم الحال للتهديد والتمرد وإمكانية نشوب حرب في مناطق أخرى كشرق السودان وشماله.
مما يجعل الصراع الحالي فاقد للمصداقية وهو لا يعني بالضرورة حرب كرامة بقدرما هو صراع حول السلطة ملفق ومزخرف بكيل التهم للآخرين بزريعة ان هذة هي حرب الكرامة للشعب السوداني المكلوم والذي عمليا فقد كرامته جراء هذه الحرب التي بدأها أنصار النظام السابق وانضم إليها قادة الحركات المسلحة.
الواقع الان يوضح للشعب ان سلطة بورتسودان فاقدة للشرعية وايضاً فاقدة للمصداقية.
أما الحركات التي صممت بقاءها ومشاركتها في الحرب بوزارتي المالية والمعادن فهي لا تختلف كثيرا عن تلك الشرزمة التي أقعدت السودان زها القرن من الزمان ايضاً لها رصيدها من القتل والتشريد وبث خطاب الكراهيه بين أبناء وبنات الشعب السوداني وهذا التحالف الأجوف لن يستمر كثيراً وستنفجر الأوضاع من شرق السودان وشماله لأنه هنالك قوى أخرى لا تمتلك السلاح ولكنها تستحق المشاركة ايضاً وعاء النخب التاريخيّ لا يسع الحركات المسلحة في التمثيل على مستوى الحكم وتقاسم السلطة.
وبين هذا وذاك يدفع الشعب فاتورة هذه الحرب العبثية التي قضت علي الأخلاق والقيم وفتت النسيج الاجتماعي السوداني.