رأي

مابين رشا عوض والسيد الصادق

صلاح جلال

(١)
ذكر د.جمال عبدالرحيم فى مداخلة فى قروب التحليل السياسى ، الذى يجمع نخبة من المثقفين من كل بستان وردة فى كافة ضروب المعرفة والفن والجمال ، أبدى د.جمال تقديره لكتابات الأستاذة الصحفية رشا عوض مشيراً لخصوصية محبتها للإمام الصادق المهدى، فقد أثارت مداخلته لدى شجون من باب *[الماعندو محبة ما عندو الحبة]* كتبت له أن رشا عوض تعتبر إبنه للسيد الصادق كان مهتم جداً بها منذ صِغرها
لقد عرفنى بها عندما حضرت مع والدتها للقاهرة فى آخر التسعينات ، إنتبه لنبوغها وشغفها بالمعرفة والفكر ، وأكتشف روح المثابرة والتحدى والتمرد على المألوف فى شخصيتها ، وقد تعهدها فى وقت مبكر وكان يتابع عملية تثقيفها وإطلاعها ومناقشتها ، وكان مهتم بها حتى بعد مغادرتها لحزب الأمة ، حقيقة رشا عوض سيدة تمتلك قدرات كبيرة ومع الزمن والتجربة طورت خبراتها وطريقتها الخاصة لحب السودان والإلتزام بالعطاء فى صف القوى الديمقراطية.
(٢)
أنا من المعجبين برشا عوض فى الإتفاق والإختلاف ، فى الجموح والرزانه ، فى القلب والعقل ، ومتابع منتظم لنشاطها فى مجال الفكر والخطاب السياسى ، هى من أسرة لها إنتماء تقليدى لكيان الأنصار كشأن الكثير من الأسر فى السودان ، الضمير الوطنى السودانى يكون مبرمج تلقائيا بالفطرة ختمى – أنصارى
حتى لو أصبحت شيخ للشيوعيين ، ظلال الضمير تنعكس على خياراتك فى معظم الأحيان ، والقصص المتداولة كثيرة فى ذلك .
(٣)
بالمناسبة السيد الصادق المهدى تتفق أو تختلف معه قيادة إستثنائية فى تاريخ السودان ، تستحق الحب والإحترام والتقدير ، شخصيته بها ميزات إنسانية غير عادية ولدية قدرة كبيرة فى إكتساب حب وإحترام من حواليه خاصةً المقربين منه، هو قارئي متميز بلا مثيل مدهش يصعب توقع حدود مداخله فى الفكر والثقافة فى حسب معرفتى بالناس ، ويسعى لتطوير قدرات العاملين معه من زملاء وشباب ، وله إهتمام خاص بالمرأة والطفل رحمة الله رحمه واسعة وظلل قبره بشآبيب المغفرة ، سنظل نحبه ونقدره مدى الحياة من باب الأثر النافع .

(٤)
أنا من أكثر الناس مشاغبةً من العاملين معه ، حتى آخر أيام حياته مازلت أحتفظ برسالة مكتوبة أرسلتها له فى الرد على مقال كتبه بعنوان الفصل والتقطيع فى العلاقة مع إسرائيل ، طلبت عدم نشر المقال ولكن سبق السيف العزل ، بعد النشر أشركت فى ردى بعض الأحباب والأصدقاء أذكر منهم عبدالرحمن الصادق وصديق إسماعيل وآخرين ، وأردفتها بمكالمة معه وهو فى مستشفى علياء فى بداية مرض موته
كان رده يا صلاح هذا موقفى مافيهو تغيير لكن يمكنك التصريح بالموقف الذى تراه وأتفق معك فى بعض الحيثيات ، بعد وفاته كنت سعيد بأنه توفى على مشهد الصورة والموقف الذى يحبه لنفسه.
(٥)
كان السيد الصادق إمام للحريات Freedom Fighter موقف وعمل دفع فيه أثمان باهظة أمام الديكتاتوريات أحكام بالإعدام وسجن ومنافى مافى ذلك شك هو حقيق بحب مريديه والناس أجمعين ممن يميزون الجواهر فى عصور التراجع والإنحطاط ، من أشعار نزار قبانى .
*يا غائباً عن عيوني وأنت ماء السّواد*
*ما أنت إلا شجوني وذكريات الوداد*

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!