
مثلت دهاليز مفاوضات “سلام جوبا ٢٠٢٠م” مرتعا خصبا لنشاط أنصار “الثورة المضادة” وعناصر الدولة العميقة الذين لا يريدون لسفينة السلام أن ترسو ، إلا و”هم يحملون على ظهرها بضاعتهم” الموسومة بماركة تجارة الحروب المسجلة..!!
فالإنتهازية وحدها هي التي جمعت بين “الأضاد والمتحاربين” في فيافي دارفور – على مر عقدين من التدمير والإنتهاكات – التي جلبت عليهم اللعنة قبل مذكرات التوقيف المشهورة – من محكمة الجنايات الدولية..!!
تحالف الخصمان – من تحت ترابيز مفاوضات السلام (جوبا) بهدف إستكمال فصول المؤامرة على ثورة التغيير – التي قادها الشعب السوداني – في حراك ثورة ديسمبر المجيدة..!!
فالبنظر لتاريخ حركات الإرتزاق (حركات إعتصام الموز) ودورها الإرتزاقي المشهود – في ليبيا، وبالنظر لتاريخ نخب الدولة العميقة – تجاه معاهدات السلام – ككل، يمكن الحكم على فشل كل ما هو إتفاق – مزعوم بين هذين الطرفين..!!
التصريحات التي صدرت عن قيادات في حركتي مناوي وجبريل خلال هذه الأيام، أكدت على حقيقة أن (إذا إختلف اللصان بان المسروق).. الثورة مسروقة واللصان يتصارعان على مغنمها – والمواجهة محتدمة – على صفيح ساخن من التصريحات النارية المتصاعدة..!!
فتحالف “إنقلاب الموز” نفسه – والذي جمع بين فلول النظام (فاعل)، وبين حركات الإرتزاق (مفعول به) – كان ولازال – يهدف للسيطرة على مشهد السلطة والثروة والعمل المحموم للإنقضاض على حلم الشعب السوداني وحراك وشعاراته المعلنة.. على الرغم من أن هذا التحالف الإنقلابي يعمل على أرضية من الخداع وبيع الذمم والتفاني في قتل المواطنين ..!!
100مليون دولار أمريكي تم تضمينها داخل إتفاق جوبا لسلام السودان – بالفصل الثاني – إتفاق سلام دارفور، صفحة 28 بند رقم 29.7 جاءت على النص:
“تلتزم الحكومة السودانية بتوفير مبلغ وقدره (مائة مليون دولار أمريكي) خلال 30 يوما من التوقيع على هذا الإتفاق” ..
هذا المبلغ الذي يسيل له اللعاب، وضع “حركتي مناوي وجبريل – مباشرة – في خانة “المفعول به المطيع” الذي بدل كل قناعته بفك الحياد وإضرام نار الحرب داخل المؤسسة العسكرية/الجيش والدعم السريع – مقابل دوره في الثورة المضادة
والإستعداد المبكر للمشاركة في “مخطط حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م”؟! فحجزت حركتي مناوي وجبريل مقعديهما ضمن تحالف “بل بس /ضد الدعم السريع وحواضنه وحلفاءه” في حكومة الحرب – التي تأسست على إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م..؟!
تصريحات “الوزير/أبو نمو” الأخيرة والتي حاول من خلالها تجيير مغانم إتفاق جوبا لصالح حركته؟! .. لاتفيد ولا تجدي في ظل “لعبة إسقاط الحلفاء” و”تحويلهم إلى خصوم” التي تعودت عليها الدولة العميقة – لأجل المحافظة على نظامها..
فخطاب الكراهية الذي بدأ بثه ضد “حركات مناوي وجبريل” المغلوب على أمرهما – خاصة بعد أن انتهى سيناريو مشاركة الحركتين في “عملية إستعادة العاصمة/ الخرطوم” – في أعقاب خروج الدعم السريع منها، سيتواصل وستتم المذيد من شيطنتهم..!!
فالدولة “العنصرية العميقة” لاتعترف بدور لأي طرف يأتي من خارج ملامحها المضروبة والمعلنة على خريطة مثلث حمدي (دولة النهر والبحر)!!
لكل هذه التقاطعات وصراع المطامع – على جثة حكومة الإنقلاب – فإن “جعجعة” منسوبي حركتي مناوي وجبريل، ستكون هي الأعلى في فترة ما قبل التعيين،لكنها بلا” طحين”..!!