
تضاربت تصريحات كثيرة في الاسافير عن رأيين متوازيين
إذ صرح الناشط الاسفيري دكتور عزام عبدالله عبر برنامجه الراتب (مع عزام) عن ضرورة قبول الاسلاميين وضرورة التفاوض معهم علماً بأنهم هم وراء اشعال هذه الحرب وهذه حقيقة مهما حاول الاسلاميون القفز فوقها بأن الجيش مؤسسة وطنية وانهم داعمون لها ولجيش الوطن .
أما الرأي الاخر فقد كان هجوما علي الرأي الاول وانه التفاوض مع فلول النظام البائد خيانة للثورة والثوار .
برزت الاراء المناهضة للرأي الاول واعتبروا ان مجرد التصريح بها يعتبر الاعتراف ان المصرح والمتحدث بها ينتمتي الي الفلول ويصنف بذلك وانها اشواق الحركة الاسلامية .
وخاضوا اصحاب هذه الاراء في تخوينات كثيرة لكنها حسمت بداعاوي الطرف الاخر الذي رفض شخصنة الاراء والتخوين والتركيز علي الفكرة بدلاً من التركيز علي صاحب الفكرة .
وقول صاحبة القلم انها ليست فمرة او اقوال جديدة علي المسامع وليست ضربة معلم بل تداولاتها المنابر ياما وتحدث عنها المحدثون كثيرا وهنا يحضر صاحبة القلم تساؤلاً رده قد يكون شافياً هل لم يجلس الغرماء مع الحركة الاسلامية ابداً؟!
وبالاجابة علي هذا التساؤل نجد ان آخر قوي اجماع وطني كان الإسلاميين احد اطرافه وكان اليسار السوداني اكثر محركي هذا الاجماع الوطني كقوي سياسية قبلت المؤتمر الشعبي وهو حزب اسلامي !!!
كما جلست الحركة الشعبية حينما كان يترأسها دكتور قرنق مع المؤتمر الوطني في تفاوض عدة مرات مروراً بكوكادام حينما كانت الجبهة الاسلامية منتخبة في برلمان ديمقراطي نهايةً بنيفاشا التي قسمت البلاد وانفصل الجنوب الحبيب عن شماله نتيجة تفاوض لم تلتزم الحركة الاسلامية فيه ببعض بنود نيفاشا من الترتيبات الامنية ودمج الحيوش وترسيم الحدود فهل استفدنا من هذا النكوص وحاسبناها ؟!
بالعودة الي موضوع التسويات وتصريحات دكتور عزام هناك رؤي خرجت للسطح اولها رؤية تأسيس التي بنيت علي وقف الحرب واعلان تأسيس للسلام استند علي ٣٢ بنداً ناقش جذور الازمة ووضع حلولها وآخر بند كان حل وتفكيك حزب المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وجمعياتها ومنظماتها وواجهاتها ومصادرة اموالها سواء كانت بأسمها او بأسم جمعياتها ومنظماتها واوجهاتها لصالح وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
فهل لو تمت تسوية وتفاوض مع الاسلاميين سيقبلون بهذا الشرط؟! غير ذلك فحربهم مستمرة !!!!
لو قبلوا صاغرين فلماذا لا تتم التسوية اذن؟! ويصبح رأي عزام صحيحاً وتأكيداً لرؤية تأسيس!!!
التي نقلتها صمود بالشولة والضمة والفتحة والنقطة !!!
ولماذا الغضب اذن طالما اللتقيا الطرفين ( تأسيس وصمود) من تصريحات عزام؟!!
الاسلاميون عليهم ان يخضعوا للمحاسبة التاريخية التي تبنتها تأسيس وانهاء الافلات من العقاب خاصة انتهاكات حقوق الانسان .
خلاصة القول ان الرأيين اما التوقف عن الخوض في تصريحات عزام حتي لايستفيد منها البلبوسي او الاسلامي الانقلابي لانه يجيد صب الزيت علي النار ويزيد من حدة خلافات قوي الثورة التخوينية وفتح مسارات لقوي الثورة المضادة.
وإذ يستوجب الاصرار علي الرأي الاخر وهو مواصلة تثبيت الحق في التعبير علي الرأي واسناده بالحقائق الدامغة وأولها ان الاسلامي السياسي يجيد اللعب علي كل الحبال فمن الافضل وجوده فوق السطح ومواجهته فهو لو في السلطة او معارض سيان فهو مغوض للنظام الديمقراطي والحكم الدستوري الديمقراطي العلماني لذا فوجوده في السطح افضل من وجوده تحت الارض وقبوله بأجندة تفاوض تجبره علي البعد من استغلال الدين الاسلامي في خطابه السياسي بل حرمانه من بناء حركة سياسية او حزب علي اساس ديني امراً يجب فرضه وعليه قبوله بل اجبار الحركة الاسلامية صاغرة ومستسلمة له وإلا فسوف تستغل مؤسسات الدولة ومنها الجيش في انهاء ثورة الشعب وعودة النظام الديمقراطي وسوف يعمل الاسلاميين بكل الادوات الغير مشروعة من انقلابات وقد فعلوها بالفعل فهم من تحت الارض غيروا جلودهم وقبلوا حل حزبهم ايام الثورة بدون ضغط عليهم واختبؤوا وراء المؤسسة العسكرية واضافوا لها ملايشهم من براؤون ووو كما شقوا لجان المقاومة بالتجسس والاستخبار وعودة لجنة العمل الخاص ورأيناهم لجنة من الضباحين وباقري البطون وقاطعي الرؤس ومأججي الحرب كما استنفروا المهوسيين ووزعوا السلاح علي الخارجين من صف ووحدة لجان المقاومة والحرية والتغيير وكل ذلك لرفع درجة الغبن بين المواطنيين وخصمهم ولم ينسوا الاستفادة من خلافات القوي السياسة فصورا للآخرين انهم علي علاقة بقيادات الحرية والتغيير ليس هذا فقط بل ذهبوا لأبعد من ذلك وادخلوا دول محور الشر الذي امدهم بالسلاح الكيماوي وعرضوا البلاد للضرب والهدم لكبح ارهابهم الدولي.