تقارير وتحقيقات

تقييد عمل غرف الطوارئ ..

تحذيرات من انتشار الجوع بولاية الخرطوم

الخرطوم – التنوير

شكا متطوعون في غرف الطوارئ بولاية الخرطوم من مضايقات يتعرضون لها من قبل سلطات الولاية التي وضعت قيودًا على عمل الغرف من بينها التسجيل المُسبق لدى سلطات الولاية كشرط لمزاولة العمل الإنساني، الغرض المعلن من التقييد هو التنظيم، ولكن المتطوعين يرون أنه وسيلة للسيطرة على العمل الطوعي خاصة من ناحية الموارد المالية

وغُرف الطوارئ هي مجموعات شبابية ظهرت بصورة واضحة ابان اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم حيث تصدت المجموعة للكارثة الانسانية التي خلفها النزاع العسكري، وعممت الفكرة لتشمل بقية الولايات المتضررة من القتال.

ويعتمد الآف المدنيين العالقين في مواقع الاشتباكات المسلحة على ما توفره “التكايا” من طعام مجاني يتم توفيره بتبرعات من قبل الخييرين ومنظمات دولية بعد توقف سبل كسب العيش بعد أن دمر النزاع المسلح الاسواق والمؤسسات الخدمية.

وكانت حكومة ولاية الخرطوم أصدرت في 19 مايو الجاري، قرارًا يشترط  تسجيل الكيانات العاملة في العمل الطوعي لدى مفوضية العون الإنساني لمواصلة نشاطها في العاصمة، وهددت المخالفين بإجراءات صارمة، مما قد يؤدي إلى توقف مئات الغرف.

توجد في ولاية الخرطوم نحو 500 غرفة طوارئ، تشغل أكثر من 800 مطبخ جماعي “كايا” لإطعام حوالي 600 ألف مواطن أغلبهم في منطقة محلية كرري شمال أمدرمان.

ويقول متطوعين تحدثوا لـ”التنوير” أن ما يحدث يمثل تضييقًا خطيرًا على العمل الإنساني المستقل، في وقت يعاني فيه سكان العاصمة من أزمة غذاء حادة بسبب الحرب وتدمير البنية التحتية.

ويشيرون الى أن تدخل الحكومة في أنشطة المتطوعين، خاصة في ظل هشاشة الثقة بالمؤسسات الرسمية، قد يؤدي إلى توقف عمليات الإغاثة الشعبية التي أصبحت خط الدفاع الأول ضد المجاعة كذلك، فإن طرد المتطوعين من المستشفيات يعكس عسكرة القطاع الصحي ويضع حياة المدنيين في خطر مضاعف.

قيود صارمة وأزمة كبيرة

ويقول متطوع في غرفة طوارئ شرق النيل تحدث لـ”التنوير” ان مفوضية العون الإنساني بولاية الخرطوم اوقفتهم من العمل في عدد من التكايا في مناطق الحاج يوسف والجريف شرق بجانب ام دوم وطالبتهم بالاتجاه للمفوضية وتسجيل الغرفة كمنظة طوعية تشرف عليها الحكومة كشرط لمزاولة أي عمل إنساني.

وأشار، ان قرار التسجيل تنطوي عليه مخاطر عديدة من بينها سيطرة المفوضية على الحسابات المصرفية للغرفة والاشراف على الأموال التي يتبرع بها الخيرين وبعض المنظمات الدولية.

وأبدى مخاوف من ان تذهب تلك الاموال لجيوب المسؤولين وامتناع بعض الجهات من توفير الاموال خشية من الملاحقة القانونية.

وافاد ان المجموعات التي تنشط في تقديم الدعم للتكايا اغلبها مجموعات متواجدة في خارج السودان.

وتوقع حال توقف التكايا عن العمل بسبب القيود المفروض عليها من قبل السلطات ان يتنشر الجوع بصورة واسعة داخل ولاية الخرطوم لكون ان اغلب سكان العاصمة خاصة المدنيين المتواجدين في المناطق التي غادرتها قوات الدعم السريع يعتمدون في غذائهم على التكايا.

طرد من المستشفيات

وخلافًا للمضايقات التي تتعرض لها التكايا فإن الناشطين العاملين في المستشفيات الحكومية يواجهون مضايقات كذلك من قبل منسوبين للجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه وصلت لحد الطرد من المستشفيات.

وكشف محمد بدوي وهو عضو في غرفة طوارئ جنوب الجزام في حديث لـ”التنوير” عن قيام عناصر من الجيش بطرد واعتقال عدد من المتطوعين من مستشفى بشائر التعليمي في منطقة مايو جنوب الخرطوم بعد أن وجههوا اليهم اتهامات بالتخابر لصالح قوات الدعم السريع، وافاد ان عناصر الجيش والمستنفرين من ابناء المنطقة بعد عودتهم لاحياء جنوب الخرطوم سيطروا بقوة السلاح على المستشفيات التي كان يشغلها المتطوعين علاوة على السيطرة على كميات كبيرة من الاغاثة وصلت المنطقة خلال الثلاث أسابيع الماضية.

ويعد مستشفى بشائر التعليمي، هو الوحيد العامل في منطقة جنوب الخرطوم ابان سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة حيث يشرف على تشغيله مجموعة من المتطوعين من غرفة طوارئ جنوب الحزام، كما أن منظمة أطباء بلا حدود تعمل على توفير الادوية والمعينات الطبية الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!