أكثر من 120 دليلا على قصف الجيش سكان مليط والكومة بأسلحة كيميائية
العقوبات الاميركية مقدمة لتدخل دولي وشيك

وكالات: التنوير
كشفت مصادر دبلوماسية، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الاوروبية كانت على علم بكافة التطورات المتعلقة باستخدام مقاتلي الجيش السوداني اسلحة كيمائية خلال الحرب الحالية، مشيرا الى ان قرار العقوبات الاميركية الذي صدر الاسبوع الماضي، هو مقدمة لتدخل دولي وشيك فشل الملف الإنساني في تنفيذه، لكن ملف الأسلحة الكيمائية سيسهل تنفيذه دون الحاجة لقرار من مجلس الامن الدولي.
وأفاد مختصون في مجموعات حقوقية دولية ذات علاقة باجهزة مخابرات اميركية واوروبية زارت سرا منطقتي مليط والكومة في شمال دارفور بترتيب لوجستي من قوات الدعم السريع، وتمكنوا من جمع اكثر من 120 دليلا على قصف قوات الجيش سكان المنطقتين بأسلحة كيمائية. واشار المصدر إلى أن الأدلة تضمنت عينات من التربة وبقايا جثامين بشرية، وبقايا حيوانية محترقة، وعينات من مياه اخذت من ترعتين تغير لون المياه فيهما تماما بسبب تأثير المواد الكيمائية.
وقال مصدر إن مقاتلي الجيش قدموا بانفسهم دون قصد ادلة مادية من خلال مقاطع فيديو حصل عليها محرر صحيفة نيويورك تايمز الذي قضى اسبوعان في ضيافة مجموعات مقاتلة مع الجيش من بينها مجموعة ابو عاقلة كيكل. التطورات التي تلت تقرير الصحيفة الاميركية عن استخدام الجيش اسلحة كيميائية وما تبعها من ظهور العديد من الأدلة التي وثقها ناشطون، وانتهاءا بصدور عقوبات الخارجية الأميركية اربكت البرهان وقيادة الجيش كثيرا، وجعلتهم في موقف حرج للغاية، مشيرا الى ان نائب قائد الجيش شمس الدين الكباشي قال لمجموعة مقربة منه إن ورطة الكيماوي اكبر بكثير من ورطة فض الاعتصام، مبديا مخاوفة من تداعيات كبيرة، محملا المسؤولية لياسر العطا مساعد البرهان، متهما اياه باطلاق العنان لمجموعة كتيبة البراء.
واشارت تقارير الى ان كتيبة البراء هي التي تتحكم في الاسلحة الكيمائية التي حصلت عليها من ايران بعد التغييرات التي حدثت في سوريا. ووفقا لمصادر، فان مجموعة من الحرس الثوري الإيراني قامت خلال الاسابيع الماضية بالتنسيق مع قيادات سياسية وعسكرية إخوانية بنقل حاويات تحتوي على اسلحة خطيرة الى القاعدة الجبلية المقامة قرب شندي والتي يتحكم فيها ضباط كبار في هيئة العمليات الموالية للعطا، وكتيبة البراء.