رأي

تاريخ المصادفات المتقاطع، يوم حاسم في مسار الحرب في السودان.

بقلم: سلافة أبو ضفيرة

من شواطئ النورماندي شمال غربي فرنسا إلى شواطئ البحر الأحمر شرقي السودان، كعادتي كنت أفكر من منظور إلهي غيبي وأحاول ربط الأحداث بطريقة عشوائية حسب التسلسل الزمني لحدوثها وعدت بالتاريخ إلى الوراء وكان السبب هو واحدة من أقوى معضلات السودان، “الجيش” هذا الحارس الذي من أهم أولوياته أن يكون وطنياً لكنه فضل أن يكون ايدلوجياً انتهازياً دموياً، لم يتورع عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في دارفور، حتى تورط في استخدام أسلحة كيميائية محرمة دولياً في الحرب خلال العام ٢٠٢٤، حيث أفادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن السودان لم يمتثل لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على السودان وستظل ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية، ومن المتوقع أن تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ في ٦/٦/ ٢٠٢٥، هذا التاريخ المتقاطع مع عملية إنزال النورماندي التي قامت بها الولايات المتحدة مع حلفائها وحررت بها فرنسا وأوروبا من براثن النازية في  ٦/٦/ ١٩٤٤ خلال الحرب العالمية الثانية، دخلتُ في تأملات عميقة في هذه اللحظة وأنا التي كنت دائماً ما أقول: إن الكيزان لن يكسبوا في كل الأوقات لأن ايدلوجيا الإخوان المسلمين في السودان هي أشبه بايدلوجيا الفكر النازي حيث تهدف إلى السيطرة على المجتمع وتهدف إلى سيطرة أعراق على غيرها والتحكم في السلطة والموارد، وهذا جوهر اندلاع الحرب في السودان، فمجموعات الإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني البائد كانت تود إشعال حرب خاطفة تعود بها إلى السلطة وتقضي بها على قوات الدعم السريع وعلى ثورة ديسمبر المجيدة، التي اسقطت نظام الجبهة الإسلامية في السودان.

 

قادني الفضول مرة أخرى للغوص أكثر في تواريخ المصادفات التي تزامنت مع بعضها البعض، ولعجائب الزمان وجدت أن إعدام الرئيس العراقي صدام حسين كان في عيد الأضحى، وقد اتهمته الإدارة الأمريكية بامتلاك أسلحة كيميائية و أسلحة دمار شامل، كما اتهمت حكومته بصِلتها بالمنظومات الإرهابية، فكان الغزو على العراق في العام ٢٠٠٣ ضمن الحملة الواسعة لمحاربة الإرهاب في العالم التي قادتها أمريكا مع حلفائها في ذلك الوقت، فقلت في نفسي تم إعدام صدام حسين في عيد الأضحى وهي المواقيت التي ستدخل فيها العقوبات الأمريكية على السودان حيز التنفيذ، بدأت هذه المرة بالتأمل بشكل أعمق وقلت يا لهذه العبثية ويا لهذه الأحداث المتزامنة ونحن مقبلون على عيد الأضحى.. هل يمكننا أن نربط مرة أخرى هذه التأويلات بانقلاب الجبهة الإسلامية في شهر ٦ “يونيو” ١٩٨٩؟ هل ينتظرنا تدبير إلهي للقضاء على الكيزان وفكر الإخوان المسلمين الذين أحرقوا الزرع وجففوا الضرع وذبحوا المدنيين بغير ذنب وانقلبوا على ديمقراطية الشعب السوداني؟

هل تكون هذه الأحداث المتزامنة أحداث ذات معنى ويكون ٦/٦ تاريخ المصادفات والتقاطعات هذا تاريخاً حاسماً في حرب السودان؟ هي أسئلة فرضتها الرغبة في التحرر والرغبة في العدالة الإلهية، التي نرجو أن تكون ناجزة هذه المرة وتضع حداً لاستكبار وتجبر نظام الإسلاميين في السودان، تنصف الضحايا وتقتص لهم بإجماعٍ دولي ينهي كل عذابات السودانيين وموتهم، الذي صار قرباناً للبرهان نظير بقائه في السلطة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!