
امدرمان : (خاص التنوير)
تفشى وباء، الكوليرا بشكل مُتسارع بولاية الخرطوم خاصة في احياء محلية كرري شمال امدرمان حيث تجاوزت حالات الاصابة وفقًا لوزارة الصحة الولائية حاجز الـ800 اصابة.
وفي مستشفى النو بمدينة امدرمان امتلأ مركز العزل الخاص بالمرضى وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية علاوة على الكوادر الطبية، كما امتلأ مركز الضو حجوج بالمرضى ومركز آخر في منطقة الجزيرة أسلانج أقصى شمال امدرمان، وتتهم الحكومة بالتقصير ازاء توفير الادوية حيث يقول مواطنون ان المرضى وذويهم يقومون بشراء المحاليل الوريدية على نفقتهم الخاصة برغم ارتفاع اسعارها.
وضاعف الانتشار الكبير لداء الكوليرا وحجم الاصابات اليومية وفقاً لأطباء ومتطوعون تحدثوا لـ”التنوير” للجوء المواطنين للشرب من مياه البحر مباشرة دون كلورتها او تنقيتيها بسبب انقطاع المياه عن احياء شمال امدرمان لأكثر من عشرة ايام نتيجة لانعدام الكهرباء.
وبدأ تفشي المرض في منتصف الشهر الجاري عندما استقبلت مراكز العزل في مستشفى النو مرضى قادمون من منطقة الريف الجنوبي وصلوا الى شمال امدرمان بحالة صحية سيئة نتيجة لتناولهم مياه ملوثة.
ولا يستبعد بعض الاطباء الذين استطلعتهم “التنوير” ان يكون وراء الزيادة الكبيرة في الاصابات ناجمة من تسمم مياه نهر النيل نتيجة للاستخدام المفرط للاسلحة الفتاكة.
وقال طبيب فضّل حجب إسمه لـ”التنوير” انه “لا يستبعد ان يكون السبب وراء تفشي الكوليرا وبعض الامراض ناجم من استخدام اسلحة محرمة دولياً كالأسلحة الكيميائية”.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت اعتزام الإدارة الاميركية فرض عقوبات على الحكومة السودانية، بعد اتهام الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية ضد قوات الدعم السريع في موقعين على الأقل خلال العام 2024.
وحذر محمد جابر اختصاصي علم وبائيات من انتشار وباء الكوليرا وحالات الوفيات وسط المصابين لعجز القطاع الصحي في توفير العلاجات واكد ان السبب وراء تفشي المرض هو انقطاع الكهرباء والتلوث الذي تعرضت له مياه الشرب.
وافاد ان استمرار القتال بين اطراف النزاع والدمار الذي طال المؤسسات الخدمية بما في ذلك محطات المياه اضطر المواطنين لشرب الماء الملوث اضطراريا خاصة في مناطق النزاع والقتال وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة الإصابات وعدم وجود مستشفيات عاملة زاد من عدد الوفيات لكون ان المرض يسبب اسهال وجفاف حاد، ويمكن أن يسبب الموت في حال عدم علاجه في أسرع فترة ممكنة.