رأي

السودان وادمان الحروب الداخلية: دعوة للتسامح والنهوض

دكتور: أحمد الضي

ان السودان بلد يزخر بموارد اقتصادية هائلة ومتنوعة ومتعدد الأعراق والديانات والثقافات واللهجات المحلية وكبر المساحة الواسعة والشاسعة بالإضافة الي الأراضي الصالحة للزراعة وثروات باطن الأرض من المعادن النفسية، هذه الثروات كفيلة بجعله في  مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وتؤهله حصريا لسلة غذاء العالم بلا منافس الا انه ابتلي  بعقلية النخب المركزية(المستعمر) المتعاقبة علي حكم السودان منذ فجر الاستقلال وحتي يومنا هذا تلك العقلية التي تنهب وتسرق الموارد الي خارج البلاد حيث دولة المستعمر ، رغم ذلك أن عقلية المستعمر الأجنبي هي ربما الأفضل من عقلية النخب السودانية وادمان الفشل (د. منصور خالد) ،فالمستعمر  عندما خرج من السودان ترك خلفه بني تحتية من طرق وكباري ومواصلات سكك الحديد ومشاريع اقتصادية(الجزيرة) وجامعات ومعاهد وخدمة مدنية وعسكرية علي مستوي القارة الأفريقية واقتصاد قوي اذا ما قورن بعد الحرب العبثية التي قضت علي الأخضر واليابس واحالة العباد والبلاد الي جحيم ورماد ، تلك كانت مؤامرة بين نخب المركز  التي بيدها السلطة والثروة ونخب الهامش الأداة التي تنفذ وتبطش (فلنقايات الهامش)، اثرت في تخلف السودان واقعدته من التقدم والازدهار والعبور ، فإعادة النخب المركزية في الثلاثون عاما الماضية انتاج الجاهلية الاولي بامتياز: القبلية والعنصرية والجهوية والمحسوبية وخطاب الكراهية ولاسيما تشظي وانقسام السودان بدءا بجنوب السودان عندما خاطبت نتائج المشكلة السودانية وتركت جذور المشكلة

السودانية المتمثلة في المظالم التاريخية وهي:

– التوزيع العادل للسلطة والثروة

– النظام الشمولي

– غياب الخدمات العامة في مقدمتها حفظ الامن ، والماء

– غياب التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة

– عدم إدارة التنوع السكاني بصورة إيجابية وصهرة في بوتقة الانصهار  سياسيا  واقتصاديا  واجتماعيا وثقافيا وبيئيا وامنيا

– غياب نظرية العقد الاجتماعي الثلاثي التراكيب

– غياب الدستور القومي كيف يحكم السودان

– غياب العدالة الاجتماعية

فتلك هي المظالم التاريخية التي اثر الجنوب الانفصال من أجلها وكان من الأجدى لحكومات النخب المركزية المتعاقبة علي

حكم السودان ان تخاطب جذور المشكلة السودانية بعد انفصال الجنوب حتي تنتهي حروب السودان بصفة نهائية وتعميم الحلول الناجعة(المظالم التاريخية) الي كافة ولايات السودان ولكن هيهات،  لم تبالي تلك النخب بل استمرت في حالها كولادة بنت المستكفي تمشي مشيتها وتعطي قبلتها لمن يشتهيها ،  ولكن دعاة الحروب نقلو الحرب في العام 2003 م قبيل انفصال الجنوب بست سنوات الي إقليم دافور الكبرى التي هي مصدر الرجال المقاتلين(الثورة المهدية) والثروة الحيوانية والصمغ والحبوب الزيتية حتي تم تدويل قضيتها وانتهي بتقسيم وتمزيق مجتمع دارفور الي معسكرين: عربا وزرقة ، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي باسهم بينهم شديد ، وينظر لهم في الأصل: وجهان لعملة واحدة ضمانا لعدم توحدهم علي قلب رجل واحد الي أشعلت حرب 15ابريل 2023م

وجدت  مجتمع دارفور في وضع لا تحسد عليه،

ثم بعد ذلك نقلت الحرب الي كردفان والنيل الأزرق والشرق استهدفت الهامش السوداني العريض حتي اصبح السودان جله هامش لا يستثني منه احد بما فيها العاصمة القومية تشكو العطش(الماء) ويقيني اذا ما توفرت تلك الحكومات المتعاقبة علي حكم السودان منذ فجر الاستقلال وحتي يومنا هذا الامن والماء لكان السودان في مصاف الدول المتقدمة التي ودعت الفقر المدقع والجهل والمرض بصفة نهائية ، علما بان  ميزانية الدولة 80% للأمن والدفاع زهاء الستون عاما الماضية

كما انقسمت القوي السياسية الي معسكرين: الكتلة الديمقراطية وتقدم بقيادة دكتور عبدالله حمدوك  حيال الحرب العبثية ثم تشظت فخرجت منها حكومة السلام المرتقبة بنيروبي بقيادة دكتور الهادي ادريس

السؤال الجوهري المطروح لماذا الحروب الطاحنة والعبثية والسودان يزخر بموارد اقتصادية هائلة ومتنوعة ومتعدد الأعراق والديانات والثقافات يعاني : الجوع والخوف(الامن) والجهل والمرض والفقر المدقع  والجاهلية الاولي( القبيلة،  والعنصرية والجهوية والمحسوبية والكراهية؟

اما ان الأوان للأمة السودانية ان تستيقظ من سباتها العميق وتوحد القيادة والإرادة والريادة والبرنامج من اجل سودان جديد حتي تتحقق أشواق العباد والبلاد وإنهاء الحروب بصفة نهائية ونتحول من عقلية الأحزاب السياسية الاقصائية الاستعلائية السلطوية المتعجرفة والمستخفة(خاسر/رابح) إلى العقلية التنافسية الحرة( رابح /ربح ) ونبني سودان العزة والشموخ

هل من ضوء في آخر النفق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!