
في كل حروب الجيش السوداني الحالي جعلته متمرساً في استراتيجية قتل شعبه وسحله وتجريب كل أنواع الاسلحة الصغيرة والمتطورة ضده.الجيش الحالي والذي تشكل وقام على مجتمعات محدودة ونخبة معلومة لجميع السودانيين زهاء المائة عام لا يمكن ان يعبر عن تنوع السودانيين أو ان يتوافق السودانيين حول قوميته وعقيدته ما لم يفكك ويخضع لتأسيس جديد.في تقريرها الصادر عام 2016 بعنوان “الأرض المحروقة، الهواء المسموم”، كشفت منظمة العفو الدولية عن أدلة دامغة على استخدام القوات المسلحة السودانية أسلحة كيميائية محرّمة دولياً ضد المدنيين في منطقة جبل مرة بدارفور. وقد استند التقرير إلى صور أقمار صناعية، وشهادات 56 ناجياً، وتحليل خبراء دوليين، وثّقوا ما لا يقل عن 32 هجوماً كيميائياً نفذتها القوات الحكومية بين يناير وسبتمبر 2016.
وأشارت بعض التحقيقيات الصحفية إلى استخدام الجيش الحالي السلام الكيميائي البايولوجي في جبال النوبة ومناطق دارفور كغاز الخردل أو اللويسيت وذلك وفق الاعراض الذي ظهرت على الضحايا مثل التقيوء الدموي، البثور الجلدية، صعوبات التنفس وفقدان البصر والعقم والطفح الجلدي.
ولعل سكوت المجتمع الدولي على عدم معاقبة الجيش السوداني والجهات الدولية والاقليمية التي تمده بهذا السلاح الخطير، جعلت الجيش السوداني لا يكترث عن استجلاب مزيد من الاسلحة الكيميائية وعدم الازعان الى التقارير الصحفية وتقارير المنظمات الفنية التي قُدمت للامم المتحدة ومجلس الأمن حول استخدامه للسلاح الكيميائي المحرم دولياً وفق المعاهدات الدولية وقانون حظرها عام ١٩٩٣م .
واليوم وبعد مرور عامان على حرب السودان المدمرة التي أشعلها الجيش ومن خلفه من مليشيات الحركة الاسلامية، تتكرر ذات المشاهد والضحايا باستخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية في مناطق وُثقت بمقاطع فيديو عقب قصف الطيران لها مباشرة مما نتج عن ذلك سحب كيميائية صفراء وخضراء وسوائل تنبعث من روائح كريهة ملونة في كل من شرق النيل وكرري وجنوب الخرطوم ودارفور وجبل موية والدندر وكردفان.
ولعل تصريحات قيادات الجيش الاخيرة في بواكير العام ٢٠٢٤م كانوا يعلنون صراحة عزمهم استخدام القوة المميتة الغير تقليدية في حرب ضد قوات الدعم السريع لصدها وطردها من المدن. ويمكن ان نربط هذا الموقف مع رفض الجيش التوقيع على اتفاقي جدة في ١١ مايو ٢٠٢٣م والمناومة ٢٠ يناير ٢٠٢٤م واللاتي قضتا بخروج الجيش وقوات الدعم السريع من المدن وتجميع القوات في مواقع معلومة ليتم دمجها عبر اتفاق لاحق، ولكن يبدوا ان الجيش اراد ان يستخدم القوة المميتة “السلاح الكيميائي” ظاناً انه يمكنه هزيمة قوات الدعم السريع ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
فإن لجو الجيش لاستخدام الاسلحة الكيميائية يعتبر جريمة وفضيحة وجبن منه في عدم مقارعة قوات الدعم السريع بالقتال المباشر التقليدي وسعى لاستخدام هذا السلاح الكيميائي ليعوض به عدم المقدرة على حسم بعض المعارك.في محاولة يائسة لترهيب السكان وشل قدرات الدعم السريع وارسال رسالة مفادها ان الجيش لا يتورع عن ارتكاب ابشع الفظائع نظرا لانعدام بوصلته الاخلاقية حيث ظلت اسلحته دائما موجهة الى الشعب السوداني بعد ما أحرق قراهم وفرقانهم وقطاطيهم هاو اليوم يسعي الى نسفهم تماماً وبالقوة الكيميائية المميتة.