رأي

حتى لا ننسى .. حقيقة الكوليرا !!

د. منى الفاضل

الكوليرا هي  مرض بكتيري  ينتشر عن طريق الماء الملوث ويُسبب إسهال وجفاف شديد إذا لم يتم علاجها فإنه قد يكون قاتلا في خلال ساعات ؛ والإنقاذ الحقيقي يتم بالمحاليل الوريدية  إن وجدت دولة ووزارة صحة تهتم  بذلك !! او عن طريق الفم بكثرة شُرب السوائل التي تعوض هذا الفقدان  الحاد .

ما مر ويمر به السودانيين فى عدة مناطق من مرض كوليرا ويعم كل الإعلام ومواقع التواصل بالحديث عنه ، لم يتم الاعتراف  به والوباء وقد تم إنكاره بشكل غريب ؛ ولكن بعد ما تم الانفجار في مخازن كلية التربية بإمدرمان والذى ظهر أن به مواد كيمائية وبعدها تماما حدثت هذه الإسهالات الحادة والإصابات ومرض العيون كذلك وكل ذلك لم يتم السيطرة عليه والآن يُعانى الكثيرين ومات الكثير كذلك  والبقية في توجس وخوف من زيادة الانتشار والحالات ولكن ظهور نفس الأعراض فى مناطق متعددة من قبل ؛ واحدة تلو الأخرى  ومن المناطق نجد الهلالية ، الجزيرة ، الصالحة ، الجيلي ، الكومة ، غُرير في دارفور  وحاليا امدرمان !! لعل من العقل والتروي أن نُفكر وبشكل منطقي لماذا تحدُث هذه الإصابات فى تلك المناطق وجميعها بعد انتشار مواد كيميائية في نفس  التي يظهر فيها الوباء ،  والذى يُعتبر من المواد الأسلحة المُحرمة دوليا فهل يجب علينا ان نستسلم وبكل بساطة ونتحدث عنها بانها وباء كوليرا ويمر الأمر كسابقته  دون أي رد فعل ونُصدق كما يتم تغفيلنا وتجهيلنا في كل وقتٍ مضى ! الى ان وصلنا الى ما نحن عليه الآن .

طريقة ان نتعامل مع كل ما يؤذينا بغاية التلقائية والتقبل هي واحدة مما جعل من حياتنا رخيصة غير مهمة بيد من يعتبرون انفسهم مسئولين مما يُقارب من الأربعة عُقود متتالية ، ولكن يوما لم يكونوا مسئولين عن صحتنا ولكن ما يحدُث في الفترات والأيام الماضية من اوبئة وإصابات بأسماء امراض متعددة ولا حتى مُجرد التفكير بالاعتراف بالوباء والعجلة في علاجه لم يُحرك ساكنا  .. ولنترك جانبا من يتشدقون بالحكم ؛ ولكن حتى المواطنين المتأذين واقاربهم الذين يملئون مواقع التواصل ضجيجا عندما يتهمون البقية من الذين لا يُهللون بانتصارات جيشهم الوهمية  يصمتون الآن !! فهل من المعقول أرواحكم لا تستحق الزخم والصراخ  الذى تفعلونه في أشياء أخرى وهمية ؟؟ وعند حياتكم تٌكمم الأفواه .

فعلا ؛ من يهُن يسهل الهوان عليه  .. وما لجُرحً ميتا إيلام ، ولكن السؤال الحقيقي الذى يطرح نفسه وبشدة الى متى سنظل هكذا  حتى أرواحنا غير مهمة ، ومن ننتظر حتى نتوجع بألآمنا و جراحنا و يعالجها لتندمل ونعود كالبشر ومثل الدول المحترمة التي تعتبر ان المواطن و راحته وخلافهما لا شيء … رُفعت أقلام عذابنا وجفت صحف مُناداتنا لقول  نُريد حريتنا ونتمنى ان نعيش مثل البشر .

ودمتم …

manoiaalfadil18@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!