رأي

إعلام التضليل وشهوة التزييف: حينما تتحوّل الكاميرا إلى بندقية في يد الانقلابيين

عمار سعيد

في خضم معركة الشعب السوداني من أجل الحرية والكرامة، تتكشّف يومًا بعد يوم خيوط التواطؤ الإعلامي المفضوح مع مليشيات البرهان الانقلابية، وتظهر جليًا خيانة بعض القنوات الفضائية التي قررت أن تتحول من منبرٍ للحقيقة إلى أداةٍ لتزييفها، ومن صوتٍ للمواطن إلى بوقٍ للدكتاتورية.

لقد ظل الإعلام المنحاز، دون خجل أو خفر، يروّج لانتصارات وهمية لمليشيات البرهان في الخوي والدبيبات وأم صمته والحمادي، بينما يتغافل عمداً عن المجازر الوحشية التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد المدنيين الأبرياء. تغاضى عن مشاهد القتل الجماعي، والتطهير العرقي، واستخدام الأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً، وبدلاً من نقل الحقيقة، اختار أن يصطف مع القتلة، وأن يصب الزيت على نار الفتنة، وأن يبث روح الهزيمة في صفوف الأحرار ومناصري ثورة الكرامة.

لم تكن هذه القنوات مجرّد جهات ناقلة للأخبار، بل أصبحت رأس حربة إعلامية في معسكر الانقلابيين، تزين القتل، وتبرر الفظائع، وتمارس التعتيم على انتصارات قوات الدعم السريع التي حرّرت المناطق من قبضة مليشيات البرهان، رغم العتاد العسكري الضخم الذي تم الاستيلاء عليه، والغنائم الكبيرة من الأسرى والقتلى الذين سقطوا بيد الأبطال.

وحين استعادت قوات الدعم السريع السيطرة على هذه المناطق، انقلب الخطاب الإعلامي رأساً على عقب: فجأةً أصبحت “غير استراتيجية”، بلا قيمة عسكرية ولا تأثير ميداني، في تناقضٍ فج وسقوط أخلاقي لا تخطئه العين.

إننا نعلم أن الإعلام الحر هو روح الثورة، لكن حين يبيع الإعلام ضميره، ويتحول إلى أداة في يد الطغاة، فهو يتحول إلى شريك كامل في الجريمة. وستظل هذه السقطة الأخلاقية وصمة عار في جبين تلك المؤسسات، لا يغفرها الزمن، ولن ينساها الشعب السوداني الذي يتابع ويرصد ويعي تماماً من يقف معه ومن يطعن قضيته من الخلف.

وإننا، في معركتنا العادلة ضد الإرهاب والانقلابيين والحركة الإسلامية التي عاثت في السودان فسادًا، لن نتراجع. نمضي بكل عزيمة في طريق الثورة والتحرير، حاملين راية الكرامة، ومدافعين عن أحلام شعبٍ أرهقته الحروب والمؤامرات. لا تهمنا الدعاية المسمومة، ولا الأكاذيب المصنوعة في استوديوهات الخداع، لأننا نعلم أن النصر يصنعه من يقاتل من أجل الناس، لا من يقتلهم.

ستنتصر الحقيقة، وسينكسر القيد، وسيسقط الإعلام الكاذب مهما علا صوته، لأن صوت الشعب أعلى، وأصدق، وأبقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!