رأي

حكومة الأمر الواقع وقربة البرهان المقدودة

سارة أبوروف

بعد أكثر من عامين من الحرب العبثية وحملات الكيزان الإنتقامية التي أشعلها فلول النظام البائد غير فيهما البرهان الوثيقة الدستورية المنقلب عليها عشرات المرات وغير خلالها طاقم الوزارة أكثر من ذلك عله يجد مايسد به رمقه ورغبته الشيطانية في السلطة واكتساب الشرعية متجاهلا أنه هو من سرقها بليل يوم تآمر على المدنيين وأودعهم السجون بدعوي تصحيح المسار المزعوم حتى تاريخ هذه اللحظة جاهلا أنه لن يستقيم الظل والعود أعوج ، فعود حكومته أعوج منذ يومها الأول وأصبحت جثة هامدة وجيفة منبوذة داخليا وخارجيا ولا تشبه محاولاته المستميتة في نفخ الروح فيها إلا محاولات النفخ في قربة مقدودة .

ظل الرجل وأعضاء حكومته طوال مدة الحرب يغردون خارج السرب ، يتعلقون بأوهام الانتصارات المطبوخة في الغرف الإعلامية يطلقون الأكاذيب ويصدقونها ويحكون الروايات المملة حول العمليات النوعية والإستراتيجيات العسكرية .

لم تلتفت حكومة البرهان يوما لمعاناة الناس فمنهم من قتله الجوع والرصاص والبراميل المتفجرة ومنهم من ضل الطريق ومات في صحاري الدنيا باحثا عن الأمان ومن ظل في داره طالته يد التخوين واتهامات التعاون مع المليشيا ، وغضت الطرف عن الإستغاثات والنداءات المتكررة المستمرة لوقف الحرب و ظلت تمارس الحياة بشكل طبيعي ، تبدل العملة وتتحدث عن إصلاح الخدمة المدنية التي زادتها فسادا ، ونظافة الأسواق مواصلة سرقة ونهب ثروات البلاد وإقامة الامتحانات بطريقة انتقائية وإقامة احتفالات عيد الاستقلال وفتح الجامعات والحديث عن العودة الطوعية والإعمار الكذوب في ظل استمرار الدمار لتقنع نفسها أن الوطن بخير .

وعملية تعيين رئيس الوزراء مؤخرا هي سقطة أخرى من سقطاتها ولا يدري البرهان ورهطه أن كل ذلك إنما هو عمل انصرافي يقوده الانصرافي ليصرف لسعادته التعليمات ويرسم له خط سيره وقد أعلن وزيرا المالية والمعادن رفضهما القاطع لأي تغيير وآن المقاعد قد أصبحت ملكا خاصا لهما وقد يمتلكان شهادة بحث بذلك .

ونرى وزير الصحة يتوارى خجلا من سوء ما بشر به من انتشار للموت الذي حصد الآلاف بفعل الأسلحة الكيماوية فنجده يعلن على استحياء أن الأمور تحت السيطره وماهي إلا كوليرا عابرة ستنجلي قريبا ولولا إسم الصحة الذي يلتصق بوزراته لقال أن الأمر لا يعنيه .

إن الوطن ليس بحاجة إلى رئيس مجلس سيادة فلا سيادة

ولا رئيس وزراء فلا وزراء

بل هو في حاجة إلى رجل حكيم رشيد يستمع لمعاناة الناس ويقود البلاد إلى بر الأمان عبر قرار شجاع لوقف البغي والعدوان والركون الي صوت العقل ونداء الضمير .

إن العقوبات الأمريكية الأخيرة والتي أعادت السودان إلى دائرة الحظر ومربع العزلة الدولية لم تجد من الجيش وكتائبه الإسلامية إلا ذات الخطاب الغوغائي الموغل في الإسفاف وعدم المسؤولية ولازالت السلطة هي أول مايهم الرجل والوطن يلامس مراسي اللاعودة فهو آخر همومه ولو وجد البرهان نفسه في شبر واحد من السودان لطرح بضاعته الفاسدة وتعلق بقشةالسيادة المزعومة .

إن ما يحتاجه السودان الآن هو التخلص التام من إخوان الشيطان وتحقيق السلام الشامل المستدام وخطة إسعافية عاجلة لإخراج الناس من طائلة العوز والمرض والموت المجاني وأي شيء غير ذلك إنما هو نفخ في قربة مقدودة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!