
حملت الأنباء أن المجلس الأعلى للاهالي في وادي حلفا منع مليشيا البراء بن مالك [الجناح العسكري للحركة الإسلامية] من اقامة مكتب وتجنيد أبناء حلفا، وتم طرد مليشيات الحركات ورفض المواطنين اي تواجد لاي قوة عسكرية غير القوات النظامية . الأمر الذي يرجح قول المواطنين بأن الوالي قرر برمجة قطوعات الكهرباء كرد فعل وكعقوبة لقرارهم بمنع تمليش مناطقهم وتهديد الأمن . لياتي الرد بإغلاق كل المعابر في المنطقة من جميع الاهالي والتصعيد المستمر .
الخلاف بين قيادتي الجيش والدعم السريع قبل الخامس عشر من أبريل 2023، كان يدور همسا في أروقة المجلس السيادي وكابينة قيادة حكومة 25 أكتوبر، الخلاف بدأ على خلفية الأتفاق الأطاري وتداعيات تنفيذه، أو هكذا كان يُخيل للجميع أن الخلاف يبدو سياسياً، لتتكشف الحقائق بعد عامين من الحرب، وأن الطلقة الأولى، كان يُمهد لها منذ ذلك الوقت.
حرب الخامس عشر من أبريل كشفت العديد من الحقائق حول الجيش السوداني، أكثرها خطورة اختراقه من الإسلاميين، والسيطرة على مفاصله، الحرب فاجأت قادة الجيش وقتها، لكن لا مفر من المشاركة، كثير منهم آثر البقاء بعيداً عن حرب يخوضها الجيش إنابة عن الإسلاميين، وأحلامهم في العودة للسلطة، الحرب كشفت غطاء عن التمييز الجهوي في الاستيعاب للكلية الحربية، وأكن أكثر من 90% من القيادة من مناطق جغرافية محددة، والرتب الدنيا بالقوات المسلحة تنتمي لعرقيات يتم تهميشها على مستوى السلطة وقيادة الجيش.
الحركة الاسلامية اكتشفت أنها سيطرت على قيادة الجيش، لكن على مستوى المقاتلين ومتحركات الجيش، لم تستطع التأثير على عقيدتهم تجاه الجيش كمؤسسة يجب أن تكون مستقلة، العشرات من الاغتيالات تمت لضباط من غرب السودان، وجنود رفضوا المشاركة في الحرب، والتسبب في قتل مواطنيهم، مع تمدد وسيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 75% من الأراضي السودانية، ولعدم ثقة الاسلاميين في الجيش دفعتهم لتجييش المواطنين في مناطق سيطرة الجيش، الخطوة أعادت للأذهان قوات الدفاع الشعبي، التي شاركت في القتال لجانب الجيش السوداني في حرب الجنوب، تحت راية الجهاد وقتال الكُفار، الآن يتكرر السيناريو بشكل جديد لتحقيق أهداف السيطرة، أموال الشعب السوداني تُنفق في جلب المقاتلات وتجنيد الأبرياء وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعيين.
الحركة الاسلامية في سبيل عودتها للسلطة، استفادت من الأموال التي نهبتها خلال الثلاثين عاما من حكم البشير، لتجهيز المقاومة الشعبية وصرف الأموال على مليشيا الحركات المسلحة، ومرتزقة قوات (التغراي) وقوات (كيكل) للقتال بجانبها، وايقاف تقدم قوات الدعم السريع، ولم يستثنى التجنيد الأطفال والنساء وكبار السن، حيث شهدت معسكرات التجنيد بالولاية الشمالية ونهر النيل، تجنيد المئآت من الأطفال والنساء تحت مظلة المقاومة الشعبية وكتيبة البراء بن مالك، التي تمثل الجناح المسلح للإسلاميين.
أين قوات الجيش من القتال الذي يدور الآن..؟ تساؤل تُجيب عليه تقارير تُشير إلى هجرة الآلاف من الضباط بعد أندلاع الحرب، وامتناع آلاف أخرى من المشاركة، وانضمام آخرين لقوات الدعم السريع، وأبرز قيادات الجيش الآن تقود الحرب إلى جانب الدعم السريع، ووجود المئآت من قيادات الجيش في المعتقلات وسجون الجيش لرفضهم القتال..
حرب الخامس عشر من أبريل كشفت غطاء الوطنية عن مؤسسة الجيش، الذي تقوده أحلام الإسلاميين في السلطة، وأمانيهم بالعودة مجدداً ولو على أشلاء آخر مواطن سوداني، أزمة شرق الجزيرة وقرى المناقل، تجربة مواجهة بين المُستنفرين من أبناء القرى وقوات الدعم السريع، خسرت فيها الحركة الاسلامية المئآت من المستنفرين والمواطنين الأبرياء.. تُرى هل يستمر رهان الإسلاميين على (التجييش) لتحقيق عودتهم..؟ أم يستمر نزيف الدماء السودانية..؟