رأي

حتى لا …. ننسى .. الذكرى تنفع !!!

د.منى الفاضل:

من المعنى الحقيقي لتسميتى لهذا العمود منذ عام 2008 تقريبا! كنت قد إخترته من بين ثلاثة أسماء إقترحتها  وراق بالى وخاطرى على هذا الإسم (حتى لا ..ننسى) ، حتى يتم عبره توثيق لكل ما هو إيجابي نحتاجه فى مستقبلنا ولكن بما أن الحياة بين متقلبات فلم ينسى هذا العمود عبر كلماتٍ التى يتم طرحها، وإن هناك بعض الأشياء المزعجة  ؛ ومن المؤكد جميعنا لا يحب تذكر شيئا سلبيا او مُزعجا ولكن ، لضرورات الحياة والتعلُم من الماضى  من خلال  الإحفاقات والأخطاء إن كانت بسببنا نحن او بسبب الاخرين فجميعها تجعلنا نقف عليها ونستذكر جيدا حتى نفعل الشئ الصحيح لمعالجة ما سبق والإستفاد منها تماما مستقبلا .

فتذكرت حكاية أخت صديقة منذ سنوات لم التقى بها ، ولكن بعض حكايا سمعتها مؤخرا جعلتنى أتذكر ما قصته علي من عجائب الأمور التى تحدث فى داخل بلادنا ومجتمعنا السوداني ، والتى كثير الظن فيها أن  عدم صراحتنا وطرح المشكلات التى نمر بها  لا يتم مناقشتها بشكل جدي و دون حماقة أوالتنمر على  من مرت عليه  ، وبالتالى نستطيع مواجهتها بشجاعة وحسم كل مشكلة لاحقة بعدها لأن الحياة جميعها مبنية على التجارب والأمثلة لكى يستفيد منها البشر فى حياتهم.

اما القصة القديمة : فقد كانت تحكى تلك الصديقة ان فى منطقتها من يتم تعيينها فى وظائف معينة تُعتبر (منبوذة) فى تلك المنطقة من مناطق السودان ! فكان الإستفهام من جميعنا الحاضرات لماذا؟ فقالت لأن تلك الوظائف كان يُشاع عنها أن المسئولين فيها لا يقبلون إلا من تتنازل عن نفسها وتسلمهم ما يريدون (من جسدها) وبُناءا عليه تأخذ خطاب توظيفها  انتهت القصة هنا، ولم تكن إشاعات كما ذكرت وتجنبت التأكيد فهناك من يؤكدون أن ذلك حدث، ما جال فى خاطرى فى وقتنا الراهن ان هناك مسئولين يمثلون الحكومة او حتى إن كان مجال قطاع خاص ، غير محكوم بقوانين ما تُسمى نفسها دولة وان كل إنتهاك يحدث لمواطن يمر مرور الكرام وحُرمات تُنتهك وبعلمه  ولا تجد من يخلص لها حقها وان بعضهن إجبرتهم الحوجة فجعلتهن يضطرون لقبول إهانة النفس برغم ضعف الأعذار ؛ ولكن هذا ما حدث وتقبله الجميع برغم معرفتهم ما يتم!!! ونستمر على هذا الحال عشرات السنوات ونأتى حاليا ونكون نحن أداة إعلامهم بأن المرأة السودانية تُنتهك وتُغتصب من جهات مُحددة بينما من يُشيع هذه الأخبار هو من كان ينتهك تلك الحُرمات فى وقت السلام !! من باب أنهم مسؤولون ولا يُعاقبون على ما يفعلون وبحصانة ، سؤالى الذى أُريد طرحه وبكل صراحة هل ما نفعله فى انفسنا نحن كشعب يحتاج الرأفة والشفقة بقبول كل ألم وإهانة تمر علينا ونصمت ؟ ام نحتاج العقاب ، ام نقول كل ما يحدث علينا الآن  فى الحرب من إنتهاك حتى لإنسانيتنا هو ما نستحقه فمن يهُن يسهل الهوان عليه …

حديثى هذا ليس تأنيب فلا وقت او ظرف يسمح بذلك ، ولكن تذكير والذكرى تنفع المؤمن ، إن لم نستذكر جيدا مراراتنا مما اصابنا فى العقود الثلاثة السابق ونيف ونعمل معا لتغييره فلن يصلح اى حل لوقف الحرب ، لأن تغيير النفس والحياة تتطلب مننا جميعا ان نرفض ما اوصلنا الى هذا المحك وإلا فلنقل وداعا لوطننا وحياتنا المستغلة .

manoiaalfadil18@gmail.com

ودمتم …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!