رأي

ايمان بدرالدين: التانقو وذكري فض الاعتصام

ايمان بدرالدين

رقصة التاتقو التي وصف بها دكتور عبدالله علي ابراهيم  الحرب اصبحت ترند متناول لدي الكتاب المحترفين كما والهواة وحتي القراء  العاديين تناولوها في مداخلاتهم  اليومية ومازالو.

رأي دكتور عبدالله علي ابراهيم ووصفه الحرب انها كرقصة التانقو خاطبت ذكريات صفوة المتابعين وخاصة  من جيل الاربعينيات والخمسينيات  من الذين ابهرتهم هذه الرقصة الغربية من السودانيبن كما اعادات للكل في الميديا والاسافير لربما ذات المشاعر  اذ انها رقصة غربية يحلو للمخرجيبن السنمائيبين  وقتذاك في الغرب وحتي بعض دول بلادنا العربية ان يبدؤوا بها أفلامهم السنمائية  والتي يريدون بها التعبير عن الثنائية او الالتصاق  الجسدي الشديد واحيانا تحتمل الرقصة بداية علاقة او مشروع زواج او خطوبة او ارتباط وهو تعبير عن الالتقاء  لا يقبل غير  اتنيين وفي حالة استخدام دكتور عبدالله علي ابراهيم في وصفه الحرب انها بين اتنين فقط وهما طرفي الحرب و نسي ان مشاهدي التانقو  في حالة حرب السودان عبارة عن رقص علي الاشلاء او الموتي وهذا جزء اصيل من المشهد فكما لراقصي التانقو جو موسيقي ومغني و اغنية ومكان  فللحرب قتلي ومصابين وجرحي وضحايا ونازحين ولاجئين ولكنه   تغافل الوصف للحرب بالتانقو انها لاتنين فقط  فكتب الكثيرون عن هذه العلاقة ما بين الرقصة وأجوائها وعبروا عنها بالتفاصيل رغم انها في وصف دكتور عبدالله علي ابراهيم  تغاغل كل تلك الاجواء  مع انه وصف  غير لائق ولا يمكن ان يليق بحرب كان ضحاياه شعوب سودانية ومجتمعات سودانية مختلفة الثقافات والانتماءات والاثنيات والاديان والمعتقدات ولكن دعونا هنا  نربط وصف الحرب برقصة التانقو مع الاحداث المتسارعة هذه الايام والتي تمر بها بلادنا السودان في نكبته وابتلائه بحرب ارادوا لها راقصوا الحفلات التنكرية  الاستمرار  وهم ذاتهم  الطرف الذي يتلقي الهزائم ولم ينتصر ابداً فالتانقو لايليق بهم احيانا ويليق بهم احيانا أخُر.

دعونا نسرح بخيالنا في علاقة

رقصة التانقو  كما ارادها دكتور عبدالله علي ابراهيم  ونعقد المقارنة بينها ورقصات اخريات

دعونا نعقد وجه الشبة بين التانقو وذكري فض الاعتصام اذ تذكرنا الحادثة  بطرفي المكون العسكري حينما رقصوها وهم يسرقون الثورة من آيادي الثوار الشباب وتذكرنا بالجيش كقائد أعلي للقوات كلها وهو المسؤل الاول عن كل روح ازهقت وقتلت او أحرقت  في ذلك اليوم مع الخيام او كبلت بالجنازير ورميت في النيل او بالوعات الصرف الصحي فهو  المسؤل الاول عن هذه الانتهاكات في مجافاة واضحة للرقصة التي لا تحتمل ابتعاد الجسدين وهما الجيش وقوات الدعم السريع ولكنها وصفة في شكلها تانقو وفي جوهرها رقصة كمبلة توحي لك بمشاهد الغزو والحرب وأدواته من صافرات انزار وكشكوشات هرج ومرج ببداية حرب ضروس.

 

وكانت ٣ يونيو يوم اعلان اخر مشهد لسرقة الثورة وانتهاك جسد الكنداكات اغتصاباً ومن داخل حرم مسجد جامعة الخرطوم للأسف

وعلمتنا الاحداث ان مهنة المغتصب من داخل مؤسسات الجيش يدفع لها من خزينة مال الدولة بإعتباره موظف استخبارات عسكرية  وهذا ما يجافي التانقو في ارتباطه بطرفه الاخر و الذي يرقص معه ولكنهما بتراقصان وهما غريبان يخادع احدهما الاخر وكأنهما يرقصان في أغنية بقليبك تقول لي تعال وتعال وبعيونك تقول لي لا مافي مجال .

 

وكما علمنا دستور القوات المسلحة والذي تم تغييره لشرعنة الدعم السريع وانهما شيئا واحداً وهذا من صميم اللتصاق الجسدين في روح واحدة وتغير المادة الخامسة من دستور القوات المسلحة لتصير جيشاً واحداً  تماماً كرقصة التانقو واغنية ارواحنا واحدة وكيف تتقسم القسمين

طرفان لعنصرين مختلفين تماما شكلاً ومضموناً فرأينا حيشين يلبسان لبساً واحداً احيانا ومرات عدة ازياء مختلفة تجمع ما بين لبس قوات الدعم والقوات المسلحة  فمثل كيكل مسرحية تغيير الزي العسكري للجسدبن  خير تمثيل فمثل روحاً واحدة في انتهاكات الجزيرة فأغتصب النساء من كل مدنها وقراها وسرقها كلها مدنها وقراها وانتهكها كلها مدنها وقراها واستخدم سلاحه الكيماوي ضد طرفه الاخر وخلع زيه وقال لنا انتصرت عليه وكان السلاح المحرم سر انسحاب جسده الاخر  وانتهت رقصتهما معلنةًانتهاء الحفل بخلع اللبس التنكري ورمي الاقنعة التنكرية ومازالت في الحلوق عصة واعادة مشاهد فض ساحة الاعتصام  في حفل تنكري يضج بصخب الذبح وبقر البطون والسلخ والحرق .

ان الاعتصام وذكرياته المؤلمة من تمثيليات تخللتها رقصات التانقو لأتنين اجتمعا  في رقصة لأول مرة وكلاهما يحملان مشاعر متناقضة  ذكريات تكررت العام الذي يليها فقتلوا شهدين من الشباب هما طالب الطب عثمان احمد بدرالدين ومدثر في مسرحية سمجة مثلها الجيش وحده  ورقص علي جسديهما الغض وهما لم يبلغا العقد الثاني وقتذاك بعد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!