سبع ضحايا بينهم عناصر أمنية .. مسلح يرتدي زيًا عسكريًا يفتح النار عشوائيًا على ركاب حافلة سفرية بخشم القربة

متابعات: التنوير
شهدت مدينة خشم القربة بولاية كسلا، شرقي السودان، حادثة إطلاق نار ، حيث أقدم شخص يرتدي زيًا رسميًا، برفقة آخر بزي مدني، على إطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائي، مستهدفًا سائق حافلة وعددًا من الركاب، قبل أن يواصل إطلاق النار تجاه المواطنين والعناصر الأمنية في شوارع المدينة.
وشهدت المدينة حادثة إطلاق النار المروعة، مساء الأحد 8 يونيو 2025، حيث أقدم شخص يرتدي زيًا عسكريًا على فتح النار عشوائيًا على ركاب حافلة سفرية متجهة من مدينة كسلا إلى ولاية القضارف، مما أسفر عن سقوط عدد من المدنيين، وسط حالة من الذعر والاستنفار الأمني.
سبع ضحايا بينهم عناصر أمنية وسط تصاعد الفوضى، ووقعت الحادثة الدامية بالقرب من تقاطع خشم القربة، وأسفرت عن وفاة 8 مواطنين، بينهم ثلاثة نظاميين، بالإضافة إلى إصابة آخرين.
وأفادت مصادر أمنية بأن الجاني استغل دراجة نارية للتنقل داخل المدينة، حيث استبدل خزنة سلاحه وواصل إطلاق النار على المارة، مما أثار حالة واسعة من الذعر والفوضى.
ووفقًا لشهادات مواطنين ، كان الجاني أحد ركاب الحافلة، وبدأ بإطلاق النار عند توقفها في تقاطع حلفا – القربة،على الطريق القومي حيث استهدف أولًا قائد الحافلة الذي لقي حتفه على الفور، ثم واصل إطلاق النار على عدد من الركاب، قبل أن يستولي على دراجة نارية من أحد المواطنين لمحاولة الفرار.
تحرك سريع للسلطات واشتباكات مسلحة لإيقاف الجاني
وباشرت القوات الأمنية تحركات عاجلة لضبط منفذ الهجوم ومنعه من مواصلة إطلاق النار حيث قامت بملاحقته في المدينة . وخلال عملية التوقيف، بادر الجاني بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوات، التي ردت بالمثل، مما أدى إلى إصابته بطلق ناري قبل أن يتم اعتقاله، حيث تم ضبطه وبحوزته سلاح آلي وذخائر.
ونُقل المصابون إلى مستشفى خشم القربة لتلقي العلاج، فيما تم تحويل الجثامين إلى مشرحة مستشفى كسلا، واقتيد الجاني لاحقًا إلى المدينة لمواصلة التحقيقات.
أكد المدير التنفيذي المكلف مرحبا بمحلية خشم القربة، محمد إسحاق، أن السلطات تمكنت من إيقاف مطلق الرصاص والشخص الذي كان برفقته بعد تبادل لإطلاق النار، موضحًا أن بعض الضحايا لم يتم التعرف عليهم بعد، ووصف إسحاق الجريمة بأنها “دخيلة” على المنطقة، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية لمحاسبة الجناة.
وفي شهادة صوتية مؤثرة، روى أحد شهود العيان تفاصيل الحادثة، موضحًا أن الجاني ورفيقه كانا على متن حافلة ركاب قادمة من كسلا في طريقها إلى القضارف.
وأضاف الشاهد أن الشخص النظامي طلب من السائق التوقف بالقرب من منطقة إكثار البذور، وعند الوصول إلى تقاطع خشم القربة، ترجل وأطلق النار مباشرة على السائق دون مقدمات، قبل أن يستهدف عدداً من الركاب.
وأشار الشاهد إلى أن الجاني، الذي وصفه بأنه كان “مخمورًا”، توجه نحو اثنين من العناصر الأمنية وأطلق عليهما النار، مما أدى إلى وفاتهما، ثم استولى على دراجة نارية وتوجه نحو وسط المدينة، حيث واصل إطلاق النار العشوائي، متسببًا في إصابة عدد من المارة.
تأتي هذه الحادثة وسط حالة من الاستياء والتوتر في المنطقة، حيث يترقب المواطنون نتائج التحقيقات والإجراءات التي ستتخذها السلطات لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
وذكرت مصادر أن الحادثة أسفرت عن وفاة ثمانية مدنيين على الأقل،، بينما لم تصدر الجهات العسكرية أي بيان رسمي حول عدد الضحايا في صفوف القوات المطاردة.
وأثار هذا الهجوم حالة من الذعر في ولاية كسلا، في ظل انتشار الأسلحة وتنامي مظاهر التسلح بين المدنيين، خاصة مع الاستنفار العام الذي أطلقه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عقب اندلاع الحرب في 2023.
وعلى خلفية التصعيد العسكري، شهد السودان خلال الفترة الماضية تسليح أعداد كبيرة من المدنيين ضمن كتائب المقاومة الشعبية والمجموعات المسلحة المتحالفة مع الحكومة، بما في ذلك كتائب “البراء بن مالك” وبعض الفصائل المقاتلة في شرق السودان، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن تداعيات هذه التوجهات على الوضع الأمني والاستقرار الداخلي.