رأي

 الحج .. ملف الفساد الأكبر ووكر الكيزان العزيز

 سارة أبوروف

لا يوجد شبر في أرض الوطن  السودان إلا وقد طالته يد التكسير والتدمير والفساد الممنهح وعاثت فيه جحافل الخراب وعن  ملف الحج حدث ولا حرج .

لم يمر موسم الحج في السودان منذ عشرات السنين إلا وصاحبته الضوضاء والضجيج وشكاوي الحجاج التي تملأ الأسافير بمايشيب له الولدان من قصص المعاناة والمظالم بأشكالها المختلفة التي يعاني منها حجاج السودان من نقص واضح في المعينات والسكن والطعام رغم التكلفة الباهظة التي يتم دفعها خصوصا في الآونة الأخيرة التي راجت فيها منصات التواصل الإجتماعي ووسائل التوثيق المختلفة فقد كانت الآلة الإعلامية التي ترافق البعثة تغطي سؤاتها وتظهر ماتريد من السيناريوهات المعدة مسبقا لتبييض وجهها .

 

بصفتي مدير عام سابق لأمانة الحج والعمرة بولاية الخرطوم في عهد حكومة الثورة من العام 2020 إلى العام 2022 بعيد إنقلاب 25 أكتوبر 2021 وقد أمتدت المدة تحديدا إلى  العام وثمانية أشهر  كان خلالها الحج ملغيا في زمن الكورونا ،  وقفت خلالها على آثار الفساد المستشري والذي طال المبني والمعنى والكثير من الروايات المثيرة حول العديد من القضايا وملفات الإختلاس لمئات الآلاف من الريالات السعودية والتي وصلت حتى مكتب المراجع العام وأنتهي بها المطاف هناك إلى اللاشئ .

 

إن الحج كشعيرة  أساسية وركن من أركان الإسلام لم يكن يوما في دولة الأخوان سوي ساحة لصراع التماسيح ومصدرا وموردا هاما من الموارد التي توظف في غير أغراضها فما يدهب لخدمة التنظيم يذهب وما يذهب إلى جيوب سماسرة الوزارة يذهب  والحاج صاحب الأموال الطائلة والتي جمعها بشق النفس لأداء الفريضة هو آخر المستفيدين ، الأمر الذي جعل إدارات الحج بؤرة من بؤر الكيزان المحروسة بعتاة بغاة يفرطون في أرواحهم ولا يفرطون في هذا المكان وعندما زلزلت الثورة عروشهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وسعوا سعيا حثيثا للعودة وقد أعانهم على ذلك دميتهم البرهان ضاربا عرض الحائط بجميع الجهود الإصلاحية التي بذلت في المجلس الأعلى للحج والعمرة الإتحادي بواسطة وزير الثورة  للشؤون الدينية والأوقاف السيد نصر الدين مفرح من تقليص لبعثة التفاوض علي الخدمات بالمملكة وتغيير إسم أمير الفوج إلى مشرف تقريبا للمسافة بين المشرف والحاج وإصباغا لصفة المهنية علي عمله وطريقة وشروط إختيار المشرفين والعديد من القوانين التي تساعد بشكل كبير في تحقيق الشفافية والمساءلة وفي ولاية الخرطوم عقدنا العزم على فتح المجال أمام المتقدمين للإشراف وفقا للضوايط الموضوعة لإفساح المجال لكل من يستطيع أن يقدم شيئا بعيدا عن القوائم المحفوظة لأمراء الحج الذين حجوا عشرات السنين ووغيرها من الخطط الإصلاحية التي كنا نهدف من خلالها لخلق غفزة نوعية في الخدمات والتغيير الي واقع يتطلع إليه الحجاج ولكن قطع الطريق وعادت  سليمة لقديمها .

 

لطالما فاحت روائح الصفقات الفاسدة في التعاقد بالمملكة العربية السعودية وراجت قصص السماسرة في إيجارات السكن والإطعام وبصات التنقل القديمة وحجوزات الطيران والبواخر .

 

أما الآن وفي ظل اللا دولة فقد زادت الفوضى ومات الرقيب الذي كان نائما أصلا منذ زمن طويل برصاصة الرحمة التي أطلقتها حرب الفجار .

طالعتنا وسائل الإعلام قبل مالا يزيد عن الشهرين بتقرير مفاده وجود إختلاسات ضخمة بالمجلس الأغلى للحج والعمرة ولا أعتقد أن أحدا قد تفاجأ بهذه الأخبار فقد حملت الأعوام السابقة الكثير  والمثير

وهذا العام لم ولن يكون إستثناءا فقد عاد الحجاج للشكوى المريرة وتصوير الفيديوهات عن الوجبات الفقيرة والسكن المزدحم بالأفواج فوق طاقة المكان ونوم الناس على الأرض في الممرات وأي مكان يتسع لإنسان .

 

رسالتي الي جميع العاملين في قطاع الحج بالسودان وتحديدا من يقودون مراكب الفساد أتقوا الله فإنكم إليه راجعون وأتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب وماكنزتم إنما هي أوزار تجمعونها ليحصدها غيركم ولن  ينالكم منها إلا  العذاب الأليم  .

 

اللهم هل بلغت اللهم فأشهد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!