
ان شعوبنا المقهورة والمتطلعة الي فجر الخلاص سوف تعبر وتنتصر وان ميلاد دولة السلام والحرية العدالة الاجتماعية علي انقاض الدولة الظالمة والباطشة الموروثة من الاستعمار امر سيكون حتمي الحدوث طال الزمن ام قصر.. هذه الحرب المتعددة الوجوه التي تحمل في طياتها الازدواجيات وكل أشكال المتناقضات والتي جمعت كل أصحاب الإمتيازات التاريخية رغم قسوة وطأتها وبؤس وكارثية تداعياتها وآثارها السياسية والاجتماعية إلا أنها ستكون بداية لنهاية الحروب الظالمة ضد الهوامش وبداية لبناء وتأسيس مشروع وطني جديد يضع حد للظلم التاريخي الذي ظلت تمارسه هذه النخب المستبدة وظفت الدولة لخدمة أهداف سلطوية ضيقة جدا.
هذه الأقليات تحكمت في مصائر القوميات والشعوب السودانية واستأثرت بمقدرات البلاد ووظفت السلطة لقمع أي حركة احتجاج ضد مركزيتها القابضة والخانقة فبطشت بها ووصمتها بالتمرد .. فقط لأنها أدركت معني الظلم وأنبرت وتصدت للدولة الموروثة عن الاستعمار والقاهرة والمستبدة الفاسدة المضهدة وبالباطشة بالشعوب، الدولة المختطفة والمرتهنة للخارج والتي أدمنت الفشل وظلت تسعي للمحافظة علي سلطتها عبر فوهات البندقية فحصدت ملايين من أرواح هذه الشعوب المغلوبة علي أمرها لأكثر من سبعة عقود من الزمان ولا تزال تمارس ذات الأدوار عبر نفس الأدوات… لذا ستكون المواجهة هذه المرة من سمات الاحرار وان استمرار الثورة والنضال من الأعمال النبيلة والعظيمة لوقف الجور والغطرسة.
آن الأوان لان ان نتخلص من هذا التاريخ البائس المتخم يالانقلابات العسكرية وأنظمة الحكم الاتوقراطي التي قادت الي الحروب المدمرة واراقة دماء الشعوب السودانية الرافضة للظلم والمقاومة لكل أشكال الضيم وآثار هذه الحروب هي إهلاك النسل والحرث وتصاعد خطاب الكراهية والعنصرية وانزلاق السودان في مستنقع التفكك والتشظي في جدران القومية والوحدة الوطنية .