
في صدر حراك ثورة ديسمبر المجيدة، رسم الشعب السوداني أقوى وأكبر لوحة معبرة،فتمازجت سحناته وتطلعاته على إمتداد الشارع السياسي،فتصدت جماهير الشعب السوداني للحراك السياسي السلمي الهادف ل”عملية التغيير” التي أصبحت قناعة لكل سكان الأقاليم السودانية..!!
وفي ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م فجرت الشوارع هتافات جلجلت آفاق البلاد وهزت أركانها، فإنتظم الشعب السوداني في كل ساحات الاعتصام ومواكب العصيان المدني – من أجل تحقيق شعارات الثورة السودانية وحراكها الذي عبر عن تطلعات ظلت مكنونة ومختزنة في صدور السودانيين والسودانيات لعقود من الزمان – وعلى مر تاريخ الحكم الوطني – على مدى ستون عاما من الصبر..!!
فشارك أهل الهامش السوداني بفاعلية منقطعة النظير، فاقت “التجارب التقليدية” وتجاوزت العرف السياسي الذي رسمت ملامحه النخب التي خلفت الاستعمار – على سدة بلادنا العظيمة..!!
فقادت غالبية الشعب السوداني في الهامش وتصدرت مشهد “صناعة الواقع الجديد” الذي تصدت له الأكف وهتفت له الحناجر، وتدفقت له دماء الشهداء في المدن الحالمة والقرى البعيدة..!!
ومن بين ثنايا هذه المعطيات السياسية والواقع الثوري المحاط بالتحديات صعدت”قمم” فكان ميلاد “القوى المدنية المتحدة” التي إختارت مواجهة التحديات السياسية والتقاطعات الإجتماعية في ظل واقع يحتم عملية بناء و”تأسيس الدولة السودانية” في خضم واقع محلي وإقليمي و دولي تشوبه التعقيدات وصراع المصالح الأزلي..!!
مثلت عملية ميلاد تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” واقع جديد، أذن ببذوغ فجر جديد على المسرح السياسي السوداني.. وهذا بدوره “أعاد تشكيل خارطة الممارسة السياسية” في كل أركان البلاد، فعزز صعود تيار “قمم” تسنم قيادة جديدة تشكلت وتحملت لأجل دخول بلادنا إلى مرحلة مفصلية وهامة – تعبر عن تلك التطلعات – التي خرجت لها جماهير الشعب السوداني رافعة – شعار الحرية والسلام والعدالة..!!
إن التحديات الكبيرة التي تواجه تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” تحتم على قيادة التحالف – ممثلا في رئيس “قمم” الاستاذ/هرون مديخير والأمين العام ل”قمم” الدكتور/ مهدي الهادي دبكة، وبقية قيادات هذا التحالف الوطني العملاق- التخطيط والعمل بتوافق وجدية من أجل عملية تأسيس حقيقية – لصالح السودان والسودانيين – ترسي قواعد الحكم الفيدرالي وتعزز الممارسة الديمقراطية المشاركة الحقيقة لجماهير الشعب السوداني في صنع القرار، وذلك بما يوافق تلك التطلعات والأحلام المشروعة لأبناء وبنات الشعب السوداني في الحياة الكريمة التي يستحقها..!!
في الحلقات القادمة سنتناول مراحل و آليات قيادة ثورة التغيير وسنسلط الضوء على بعض جوانب التطوير والبناء الذي شهده تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” على مستوى الداخل السوداني والمكاتب الخارجية، في سياق التصدي الواجب لتحقيق أهداف الثورة السودانية الظافرة..!!
نواصل