رأي

مات المؤلف ومازال جسده يتململ!

محمد الحبيب يونس

يركّز كثير من الشعراء على الزوبعة التي تخلقها الكلمات ناسين أن الشعر جسد حيٌّ يتحرك حسب الروح التي يحملها وليس مجرد صنم مرصع بالمعادن الرديئة .
الكلمات هي ناقلٌ للشعور و الأفكار وليست مجرد زخارف وألوان ليس وراءها أي إحساس أو معنى .
ليس من الضروري أن تكون الصورة الشعرية موازية للواقع تماما لأن الفن مرآة للحال تارة وتجاوز له تارة وعودة للماضي تارة، أخرى ولكن من الضروري أن يكون لكل صورة معادل موضوعي قد يكون واقع وقد يكون حلم يستمد تركيبه المثالي من قوانين الواقع .
يُعول الشعراء على الصور البرّاقة تلك التي تكون أكثر ضوضاءً وهستيريا تلك التي تتخذ كل أشكال الغرابة لتلفت إنتباه المتلقين حيث يستخدمون التراكيب البهلوانية التي تتحرك وترسم مشاهداً عبثية لا تؤدي إلى معنى وهكذا يصنعون قصائدهم الزائفة المشحونة بدينامية لا تعكس سوى الاضطراب المعرفي في عصرنا
يعاني المشهد الشعري من انعدم فكثير من التجارب الشعرية تعج بفراغ الشعور وزيف الإنفعال الإنساني ؛ فهذا ينسخ شعورَ هذا… ويبني على إثره بكائية يتوحوح فيها بآلآم غيره . فلا غرابة إن وجدنا خروج كلمة شاعر من مدمولها الأصلي إلى مدلول يشي بالشزوفرونيا واللامبالاة وعدم المسؤلية والتخريف والتنظير المبني على خواء فكري وعاطفي هائل
القصيدة اليوم هي انعاكس للهذيان المعرفي في عصرنا وخصوصاً في العالم العربي فهي تمثل اضطراب الإنسانية والرأس العربية التي هشمتها الدكتاتوريات .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!