
وثورة التغيير في منعرجاتها، تعددت أوجه وأنماط القوى التي شكلت عناوين المسرح السياسي، ما بين حامل لمشاعل الثورة ورافعاً لشعارتها.. وهنا شهد المسرح السياسي – في خضم “حراك الشارع الثوري” ظهور عدة تيارات، فجاء تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” في صدارة المشهد.. إذ كان ولا زال تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” هو التحالف السياسي الرئيسي والأوحد الذي ضم معظم مكونات المجتمع السوداني من الذين ظلوا يحملون مشاعل الثورة ويقدمون لأجلها الجهد الدماء وأرواح الشهداء من أبناء وقطاعات الكادحين والأغلبية من القطاعات الفئوية الغالبة والممتدة، من الذين وضعتهم “الدولة العميقة الظالمة” على “دكة اللعب السياسي” وأرفف الإنتظار حرصا على حماية مصالح وأهداف “تحالف النخب المركزية” – السياسية والعسكرية – التي تحالفت باكرا، فربطت بينها وشائج المؤامرة و”جذور المصالح” التي إمتدت لخارج حدود الوطن – لاسيما “شمال الوادي” من “السمار والندمان” الذين تطاول أمدهم على سدة البلاد لنحو ست عقود ونيف..!!
في ظل إصرار النادي السياسي القديم – على المذيد من حرمان الشعب السوداني المغلوب على أمره.. تواترت الحقائق التي إنبثقت عن فجر ثورة التغيير، فإستبان خلل العملية السياسية وفساد تركيبها الممجوج، فإنكشف – لشعبنا – الخطل الذي كتبت به “شهادة ميلاد الدولة السودانية المذورة” فكان لابد لتحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” أن يلتقط القفاذ لتتبوأ تحالف “قمم” العملاق مكانته ليتربع في مكانه الطبيعي بقلب مشهد التغيير السياسي الشامل – مستهدفا بناء وتأسيس الدولة السودانية التي قصدتها تلك المواكب الهادرة التي قادتها جماهير الشعب السوداني – ضمن محاولاتها الثورية – السلمية المسلحة..!!
إن من أعظم التحديات التي يواجهها تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” هي عملية إرساء الممارسة الديمقراطية ودعائم الحكم الفيدرالي الذي يضمن مشاركة سكان الأقاليم السودانية.. وهذا الأمر يظل ممكنا في ظل الظروف التي هيأتها قيادة “قمم” في جوانب البناء القاعدي المتين وتأسيس لبنات حقيقية – تستوعب قطاعات الشباب والمرأة وقطاعات المهنيين والطلاب وكافة مكونات الشعب السوداني بتجاه عملية التعبير السياسي السلمي الذي ينحو بإتجاه تحقيق أهداف وشعارات الشعب السوداني – التي ظل يرفعها في مواكب التغيير – على مر تاريخ الحكم الوطني..!!
إن تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” يظل هو التحالف صاحب الأهلية والنفوذ الأكبر في ترتيب المسرح السياسي، بالنظر لدور قيادة “قمم” المتعاظم الذي ظلت تقوم به على مستوى نشاط الأمانة العامة وأماناتها ومكاتبها المتخصصة، فضلا عن دور أمانة العلاقات الخارجية التي تعمل عبر منظومة المكاتب الخارجية التي تجاوز عددها الثمانية عشر مكتبا خارجيا – بمختلف قارات العالم – مما يعزز وجود “قمم” في الخارج بفاعلية وتوازن مطلوب، يمكن قيادة القوى المدنية المتحدة “قمم” من أداء واجباتها بإتجاه قيادة وتحقيق أهداف ثورة الشعب السوداني..!!
نواصل.