(تجمع منظمات جبال النوبة) : حملة هدم المنازل في العاصمة والولايات امتداد مباشر لسياسات الدولة العنصرية ضد أبناء الهامش

متابعات: التنوير
استنكر تجمع روابط ومنظمات وفعاليات جبال النوبة بشدة عمليات هدم المنازل الجارية في الخرطوم وولايات السودان المختلفة،.
و وصف التجمع الحملة بالافعال التعسفية التي تمثل امتدادًا لبنية التمييز العنصري في التخطيط الحضري.
ورفض التجمع استخدام القانون كغطاء لممارسات سياسية تستهدف طمس الوجود المكاني والرمزي لأبناء الهامش.
وأهاب تجمع روابط جبال النوبة في بيان الاثنين بجماهير جبال النوبة وكل المكونات المهمشة، داخل مؤسسات الدولة أو خارجها، إلى التنظيم الذاتي، ورفع الصوت عاليًا ضد هذه السياسات القمعية، دفاعًا عن حقهم في السكن، والانتماء، والمواطنة المتساوية.
وطالب تجمع روابط ومنظمات جبال النوبة المنظمات الحقوقية، المحلية والدولية، برصد وتوثيق هذه الانتهاكات العمرانية باعتبارها جزءًا من منظومة التمييز والتطهير الاجتماعي، وفتح تحقيقات مستقلة حول مسؤولية الدولة المركزية عنها.
و اعتبر تجمع روابط جبال النوبة حملة الهدم العدوانية التي تقودها حكومة بورتسودان تأتي تحت لافتة “تنظيم السكن العشوائي” تكشف الوقائع أن هذه الحملة ما هي إلا امتداد مباشر لسياسات الدولة العنصرية التي دأبت، منذ الاستقلال، على استخدام التخطيط العمراني كأداة للهيمنة الإثنية، ولإقصاء شعوب الهامش من مدنهم وأحيائهم وحقوقهم في الحياة الكريمة في مدن السودان الرئيسة.
و قال تجمع روابط وفعاليات جبال النوبة أن ما يجري في الخرطوم وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة نظام بورتسودان من هدمٍ للمنازل وتجريفٍ قسري لأحياء بأكملها جريمة سياسية – اجتماعية متكاملة الأركان، تعكس استمرار مشروع الدولة المركزية العنصري الذي تأسس على احتقار الفقراء، وتجريم المهمشين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم كمواطنين.
و أضاف البيان “فالمدن التي تُرسم خرائطها من فوق رؤوس السكان، والمساكن التي تُسوّى بالجرافات بذريعة “القانون”، ليست سوى واجهات لحرب هوية صامتة تستهدف وجود إنسان الهامش ذاته.
وتابع البيان “لقد سبق لحكومات الخرطوم أن أطلقت يد الجرافات ضد أحياء الصفيح في الحزام المحيط بالعاصمة -أحياء تسكنها أسر من دارفور، جبال النوبة، النيل الأزرق، وكردفان- كما وثّقت ذلك دراسات أمنية صادرة عن نظام الإنقاذ، صنّفت هذه المناطق باعتبارها “حزامًا أسود” يجب تفكيكه لعزل المركز عن الهامش.
و أشار بيان تجمع روابط ومنظمات جبال النوبة إلي عودة السياسات باسم “التنمية” و”النظام”، لكنها تحتفظ بذات الجوهر: طرد الإنسان من المدينة لأنه لا يشبه نخبة الخرطوم، أو لا ينسجم مع مخيالها القائم على الاستبعاد والفرز الطبقي والإثني.
وأكد تجمع روابط جبال النوبة أن السكن حقٌ إنساني أصيل لا يخضع لمزاج السلطة ولا يُختزل في خرائط إدارية تخلو من العدالة.
وشدد على عدم القبول بمنطق تُهدم فيه منازل المقاتلين وأسرهم وهم يُطلب منهم في الوقت ذاته أن يدافعوا عن نظام يهدم بيوتهم ويقمع أهلهم! أي وطن هذا الذي يستدعي أبناء جبال النوبة إلى المتاريس، ثم يسلبهم منازلهم ويعاملهم كعبء على المدينة