رأي

الفريق ركن حسن داؤود كبرون .. وزيرا للدفاع

محمود كاربينو

عندما أرادت النخبة التخلص من القوات المشتركة، لجأت كعادتها إلى أدواتها المألوفة: الترميز التضليلي، وتوظيف الرمزية الهامشية، فاختارت ابنًا من جبال النوبة ليتسنم موقعًا شكليًا لا يمتلك فيه من السلطة إلا العنوان.

هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها منظومة المركز إلى تلوين واجهتها السياسية والعسكرية بأسماء من الهامش، فقط لتسكين الاحتجاجات أو لإيهام الرأي العام بأن السلطة تتسع للجميع، بينما في الحقيقة، ما زال القرار محتكرًا، والتهميش مستمرًا، والخديعة تتكرر.

جبال النوبة — هذه الأرض التي قدّمت آلاف المقاتلين الشجعان الذين شكلوا العمود الفقري للمؤسسة العسكرية لعقود — تُستدعى اليوم، لا تكريمًا، بل استخدامًا؛ لا لأن أبناءها خارجون من رحم المؤسسة، بل لأنهم يُراد لهم أن يكونوا البديل المؤقت لأبناء دارفور الذين “استُغني” عنهم من تشكيلة القوات المشتركة، بعد أن صاروا يشكلون عبئًا سياسيًا وأمنيًا على المنظومة المهيمنة.

إن تعيين الفريق حسن داؤود كبرون، رغم ما يمتلكه من خلفية عسكرية مشرفة، لا ينفصل عن هذا السياق ، فالقضية ليست في الرجل، بل في الطريقة التي يتم بها استغلال رمزية أبناء الهامش لخدمة أجندة المركز ، تكرار هذا السيناريو، دون الاعتراف بأن الأزمة بنيوية، يجعلنا أمام نخبة لا تتعلم من تاريخها ولا تستحي من خداعها.

الرسالة واضحة:

لا مكان لأبناء الهامش في صناعة القرار الحقيقي، إلا إذا ارتضوا أن يكونوا واجهة لسلطة لا تمثلهم، وأداة لضرب إخوتهم في الهامش الآخر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!