تحالف “صمود” يطرح رؤية ثلاثية لحل الأزمة السودانية تزامناً مع اجتماعات دولية حاسمة

متابعات: التنوير
طرح تحالف القوى المدنية السودانية “صمود” رؤية متكاملة بثلاثة مسارات – إنساني، عسكري، وسياسي – لحل الأزمة المتفاقمة
في السودان جراء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
يأتي هذا الطرح بالتزامن مع اجتماعات دولية مهمة، حيث عقد في بروكسل أمس الخميس اجتماع المجموعة الاستشارية لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي وعدد من الدول العربية.
وفي ذات السياق، يستعد مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأزمة السودانية يوم الجمعة.
و دعا تحالف “صمود”، إلى اجتماع مشترك بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي. يهدف هذا الاجتماع إلى التوافق على تدابير عاجلة لتحقيق هدنة إنسانية فورية، وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية، وإقرار إجراءات جادة لحماية المدنيين.
وتضمنت رؤية “صمود” حلولاً قائمة على وقف دائم لإطلاق النار، ووضع ترتيبات أمنية دائمة، بالإضافة إلى إيصال المساعدات وحماية المدنيين، وإطلاق حوار وطني شامل يعالج جذور الأزمة ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد. وطالبت الرؤية بوضع هذه المسارات تحت مظلة واحدة شاملة تضم الميسرين الإقليميين والدوليين، مع تقسيم للأدوار والمهام في قيادة وتسهيل كل مسار، بناءً على الميزات النسبية المتوفرة لكل من المنظمات الإقليمية والدولية والبلدان المعنية بإحلال السلام في السودان.
وفقاً لبيان صادر عن التحالف المدني، تهدف رؤيته إلى “الوصول لوقف دائم لإطلاق النار، واتفاق سلام شامل وترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض، وإرساء عملية عدالة وعدالة انتقالية تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا، وتشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تقود البلاد حتى الانتخابات، ومعالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان”.
وأكد “صمود” سعيه للعمل مع الأطراف السودانية المختلفة من أجل بدء حوارات مباشرة خلال الأيام المقبلة. يهدف هذا الحوار إلى التوافق على أسس ومبادئ إنهاء الحرب، وتصميم عملية متكاملة تعالج جذور الأزمة بقيادة سودانية حقيقية.
في ظل مواجهة أكثر من 26 مليون سوداني لخطر الجوع وتشريد نحو 15 مليوناً من بيوتهم، حذر التحالف المدني السوداني من تزايد الأزمة الإنسانية بشكل مستمر دون معالجتها بما يوازي حجمها الفعلي.
وحث التحالف الأمم المتحدة على تعيين منسق إقليمي إنساني، يكون مكلفاً بقيادة جهود الاستجابة الإنسانية والتواصل مع أطراف النزاع والفاعلين المحليين لضمان الوصول غير المشروط للمساعدات الإنسانية.
كما طالب بالتنسيق بين الوكالات الأممية والمنظمات العاملة في الحقل الإنساني، وتوفير الرصد والتقييم المستقل للأوضاع الإنسانية في البلاد.
وفيما يتعلق بحماية المدنيين، دعا تحالف “صمود” إلى تكوين مجموعة عمل متخصصة لتطوير خيارات لحماية المدنيين والبنى التحتية عبر مشاورات واسعة مع الفاعلين المدنيين، بهدف الدفع لتنفيذها والتزام الأطراف المتقاتلة بها.
كما طالب بتوحيد الجهد الدولي لتجديد البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان، وتمكينها من العمل بشكل فعال دون عوائق من أي جهة، والعمل على تنفيذ ما أوصت به في تقاريرها السابقة.
وسط مخاوف من طول أمد الأزمة السودانية بعد فشل 10 مبادرات إقليمية ودولية، وضع تحالف “صمود” خطوطاً عريضة لتصميم عملية سلمية أكثر شمولاً، تقود لإنهاء الحرب والوصول لسلام مستدام.
وأوضح التحالف أنه “منذ اندلاع الحرب افتقرت المبادرات المختلفة لمنهج شامل لتصميم عملية سلمية تحيط بكافة أبعاد الأزمة، وتمت محاولات عديدة لوقف إطلاق النار أو للحوار السياسي في منابر مختلفة دون صلة واضحة بين هذه المسارات مما قاد لعدم تحقيق غاياتها”.